رابعاً : إنهاعليهاالسلام رغبت رغبة شديدة بالإمام العسكريعليهالسلام ، وبكت بكاءً شديداً عليه ، بل وهدّدت بالانتحار إذا لم يبعها منه !
إن الصحيح الثابت أنها توفّيت في زمان الغيبة الصغرىٰ لإمام العصر والزمانعليهالسلام بعد وفاة زوجها الإمام العسكريعليهالسلام بقليل.
ويدلُّ عليه أنها كانت مع أُم الإمام العسكريعليهالسلام في المدينة المنورة وعادتا إلىٰ سامراء في الوقت الذي استُشهد فيه الإمام العسكريعليهالسلام ، وحضرتا جنازته الشريفة ، مع عقيد الخادم(١) .
هذا زيادة على الروايات الكثيرة المصرّحة بالموقف الخسيس الذي وقفه المعتمد العباسي بعد شهادة الإمام العسكريعليهالسلام ، حيث قبضوا علىٰ السيدة أُم الإمام المهديعليهالسلام مُطالبيها تسليم ولدها (المهدي) ، فأنكرته وادّعت أنها حامل لتغطّي (حال ولدها الإمامعليهالسلام ) وظلّت حبيسة السجن (وهم ملازمون لها) مدّة سنتين أو أكثر حتىٰ تبيّن لهم بطلان حملها ، فقُسّم ميراث الإمام العسكري بعد ثبوته عند قاضي قضاة بني العباس بين أُمه وأخيه جعفر ، وادّعت أمّه وصيّته(٢) .
وظلّت السيدة علىٰ تلك الحال المزرية حتىٰ فوجئ بنو العباس بموت عبيدالله بن يحيىٰ بن خاقان ، وخروج صاحب الزنج في البصرة علىٰ حكمهم ، فشُغلوا عن السيدة ، فخرجت من أيديهم(٣) .
_____________
(١) بحار الأنوار ٥٠ : ٣٣١ / ٣.
(٢) إكمال الدين وإتمام النعمة ١ : ٤٣ ، بتصرّف.
(٣) إكمال الدين وإتمام النعمة ٢ : ٤٧٦ / ٢٥ ، بتصرف.