السيدة آمنة ، أنّها ذكرت كيفية ولادتهصلىاللهعليهوآله فقالت :
« إنّ ابني والله لقد سقط ، وما سقط كما يسقط الصبيان سقط ولقد اتّقىٰ الأرض بيديه ورفع رأسه إلىٰ السماء فنظر إليها ثمّ خرج منه نور حتىٰ نظرت إلىٰ قصور بُصرىٰ وسمعت هاتفاً في الجو يقول : لقد ولدتيه سيّد الأمة ، فإذا وضعتيه فقولي : اُعيذه بالواحد من شرّ كل حاسد وسمّيه محمّداصلىاللهعليهوآله »(١) .
وعن الإمام الكاظمعليهالسلام ، عن أمير المؤمنينعليهالسلام :« ومحمّد صلىاللهعليهوآله سقط من
بطن اُمّه واضعاً يده اليسرىٰ علىٰ الأرض ، ورافعاً يده اليمنىٰ إلىٰ السماء ،
ويحرّك شفتيه بالتوحيد ، وبدأ من فيه الطاهر نور رأىٰ أهل مكّة منه قصور
بُصرىٰ من الشام وما يليها والقصور الحمر من أرض اليمن وما يليها ،
والقصور البيض من اصطخر وما يليها ، ولقد أضاءت الدنيا ليلة وُلد
النبي صلىاللهعليهوآله حتىٰ فزعت الجنّ والإنس والشياطين » (٢) .
وعن الإمام أمير المؤمنينعليهالسلام قال :« لمّا ولد رسول الله صلىاللهعليهوآله أُلقيت
الأصنام في الكعبة علىٰ وجوهها ، فلما أمسىٰ سُمِع صيحة من السماء : جاء
الحق وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقاً » (٣) .
لمّا انبلج الصبح كان أول ما فعلته أن أرسلت إلىٰ عمّها عبد المطلب تبشّره
بمولد حفيده الأكرم ، فأقبل مسرعاً وانحنىٰ علىٰ وليده المبارك يملأ منه عينيه ،
_____________
(١) روضة الكافي ٨ : ٣٠١.
(٢) بحار الأنوار / المجلسي ١٥ : ٢٦٠ / ١١.
(٣) بحار الأنوار / المجلسي ١٥ : ٢٧٤ / ٢٠.