وكانت عذراء »(١) .
وقد ذكر ابن هشام وغيره ، أنّ السيدة أُم المؤمنين خديجة كانت قد تزوّجت في الجاهلية من أبي هالة التميمي ، ثمّ مات أبو هالة وقد ولدت له السيدة خديجة الصحابي الجليل (هند)(٢) راوي حديث صفة النبيصلىاللهعليهوآله .
لقد أثمرت شجرة النبوّة ، وأذنَ الله لدوحة الرسول أن تمتدّ فروعها وتستطيل آفاقها بميلاد فاطمة في أجيال هذه الاُمّة ، لقد ولدت فاطمةعليهاالسلام في مكّة المكرمة في جمادى الآخرة يوم العشرين منه بعد البعثة بخمس سنين(٣) ، فاستقبل رسول اللهصلىاللهعليهوآله ابنته الحبيبة بالفرح وسمّاها فاطمةعليهاالسلام (٤) .
فكانت صلوات الله عليها تحمل روح رسول اللهصلىاللهعليهوآله وصفاته وأخلاقه ، وهي الوارث والشبيه ، إذ لم يكن في الدنيا أحد يماثل الرسولصلىاللهعليهوآله في صفته وشمائله كفاطمة.
لقد غمرت البهجة والسرور بيت الأبوين ، رسول اللهصلىاللهعليهوآله والسيدة
خديجة ، بمجيء فاطمة ؛ إذ انّها ملتقىٰ الحبّ بينهما ، وثمرة العلاقة الوديّة في
_____________
(١) المناقب / ابن شهر آشوب ١ : ١٣٨ باب ذكر سيّدنا رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، فصل في
أقرباءه وخُدّامه.
(٢) السيرة النبوية / ابن هشام ١ : ١٦٣ ، معاني الأخبار / الصدوق : ٨٠.
(٣) دلائل الإمامة / الطبري الإمامي : ٧٩ / ١٨ ، الكافي / الكليني ١ : ٤٥٨ باب
مولد الزهراء فاطمة عليهاالسلام .
(٤) عيون أخبار الرضاعليهالسلام / الصدوق ٢ : ٤٦ ، قالصلىاللهعليهوآله : « إنّي سمّيتها فاطمة لأنّ الله
عزّوجلّ فطمها وفطم من أحبّها من النار » ، ذخائر العقبىٰ / المحبّ الطبري : ٢٦.