33%

خطوبتها عليها‌السلام :

روىٰ الخوارزمي بإسناده عن أُم المؤمنين أُم سلمة ، وسلمان المحمّديرضي‌الله‌عنه ، وأمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكلٌّ قالوا : أنّه لمّا أدركت فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مدرك النساء ، خطبها أكابر قريش من أهل السابقة والفضل في الإسلام والشرف والمال ، وكان كلّما ذكرها رجل من قريش لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أعرض عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بوجهه قائلاً :« إنّ أمرها إلىٰ ربّها إن شاء أن يزوّجها زوّجها ! » (١) .

وكان من ضمن الذين تقدّموا لخطبتها إلىٰ أبيها أبو بكر ، حيث خطبها فردّه النبي قائلاً :« أنتظر بها قضاء الله » ، ثمّ جاء عمر فخطبها إلىٰ أبيها فردّه النبي قائلاً له :« أنتظر بها قضاء الله » ، ثمّ جاء عثمان وعبد الرحمن بن عوف إلىٰ أبيها ، فابتدر عبد الرحمن بن عوف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قائلاً له : يا رسول الله ، تزوّجني فاطمة ابنتك ، وقد بذلت لها من الصداق مائة ناقة محمّلة كلّها من قباطي مصر ، وعشرة آلاف دينار. ولم يكن يومئذ أغنىٰ وأيسر من عبد الرحمن بن عوف ، وتقدم بعده عثمان بخطبتها إلىٰ أبيها بمهرٍ أكثر من صاحبه عبد الرحمن ، فردهما رسول الله مردّدا قوله المشهور :« إنّي أنتظر بها قضاء الله » (٢) .

جهازها عليها‌السلام ، وأثاث بيتها :

كان جهازها في غاية التواضع ، إذ تكوّن من قميص بسبعة دراهم ، وخمار
بأربعة دراهم ، وعباءة بيضاء ـ قطوانية (٣) ، وسرير مُزّمل ( ملفوف ) بشريط
_____________

(١) بحار الأنوار ٤٣ : ١٢٤.

(٢) إحقاق الحق ٤ : ٤٧٤ ، عن تذكرة الخواص / سبط ابن الجوزي.

(٣) قطوان : موضع بالكوفة تُعمل به عباءات العرائس البيضاء.