الزهراء (الخمسمائة درهم)(١) .
لما مضىٰ نحو شهر علىٰ خطبة وعقد الصديقة فاطمة للأميرعليهماالسلام ، قال عقيل وجعفر لعليعليهالسلام : ألا تسأل رسول اللهصلىاللهعليهوآله أن يُدخل عليك أهلك ؟ فأجابهما عليّعليهالسلام :« أجل ولكن الحياء يمنعني » فأقسما عليه أن يقوم معهما ، فقاما وأعلما أُم أيمن بذلك ، فدخلتْ علىٰ أُم المؤمنين (أُم سلمة) فأعلمتها وأعلمت نساء النبيصلىاللهعليهوآله الأُخريات ، فاجتمعن عند رسول اللهصلىاللهعليهوآله وقلن : فديناك بآبائنا وأُمهاتنا ، أنا قد اجتمعنا لأمر لو كانت السيدة خديجةعليهاالسلام في الأحياء لقرّتْ عينها ، قالت السيدة (أُم سلمة) : فلما ذكرنا السيدة خديجةعليهاالسلام بكىٰ وقال :« خديجة وأين مثل خديجة ! صَدَّقَتْني حين كذبني الناس ، ووازَرَتْني علىٰ
دين الله ، وأعانَتْني عليه بمالها ، (ولذا) فان الله عزّوجلّ أمرني أن اُبشّر
خديجة ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نصب » (٢) .
فقالت السيدة أُم سلمة : فديناك بآبائنا وأُمهاتنا ، انك لم تذكر من خديجة أمراً إلّا وكان كذلك ، غير أنها مضت إلىٰ ربها (راضية مرضيّة) فهنّأها الله بذلك ، وجمع بيننا وبينها في الجنّة.
ثم قالت : يا رسول الله ، هذا أخوك وابن عمّك في النسب علي بن أبي
طالب عليهالسلام يحبّ أن تُدخل عليه زوجته ! فقال النبيصلىاللهعليهوآله :« حبّاً وكرامة » ، ثم
دعا بعليّ عليهالسلام وهو مطرق حياءً ، وبالأثناء قمن أزواجه فدخلن البيت ، فقال :
_____________
(١) نور الابصار / الشبلنجي : ١٤٧ ، بحار الأنوار ٤٣ : ١٠٥.
(٢) الإصابة / ابن حجر العسقلاني ٤ : ٢٧٣.