فاستحييتُ من كثرة الناس وقلّة الطعام ، فعلم رسول اللهصلىاللهعليهوآله ما تداخلني ،
فقال لي : يا علي سأدعوا الله بالبركة.
قال عليعليهالسلام : وأكل القوم عن آخرهم طعامي ، وشربوا شرابي ، ودعوا
لي بالبركة ، وصدروا وهم أكثر من أربعة آلاف رجل ولم ينقص من الطعام
شيء ثمّ دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله بالصحاف فمُلئت ووجّه بها إلىٰ منازل أزواجه ،
ثمّ أخذ صحفة وجعل فيها طعاماً وقال : هذا لفاطمة وبعلها » (١) .
وعن جابر الأنصاري قال : حضرنا وليمة فاطمة ، فما رأيت وليمة أطيب منها(٢) .
وعن أسماء بنت عميس قالت : لقد أولم علي علىٰ فاطمة ، فما كانت وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته(٣) .
لمّا انقضى الحفل وانصرف المهنّئون ، دعا الرسولصلىاللهعليهوآله أُم سلمة وعائشة وبعض أُمّهات المؤمنين ، وطلب منهن أن يمضين بفاطمة إلىٰ بيت عليعليهماالسلام ، وبعد صلاة العشاء ذهب النبيصلىاللهعليهوآله إلىٰ بيت عليعليهالسلام ، فدعا الرسولصلىاللهعليهوآله بماء فقرأ عليه بعض آي الذكر الحكيم ، ثمّ أمر العروسين أن يشربا منه ، وتوضّأ بالباقي فنثره علىٰ رأسيهما ، وهو يقول :« الّلهُمَّ بارك فيهما ، وبارك عليهما ،
وبارك لهما في نسلهما » .
وهنا لم يتمالك النبي محمّدصلىاللهعليهوآله إلّا أن أرسل دموعه عندما قبّل فاطمة
_____________
(١) الأمالي / الطوسي : ٤٢ / ٤٥ المجلس الثاني.
(٢) ينابيع المودّة / القندوزي الحنفي : ٢٣٣.
(٣) ذخائر العقبىٰ / المحبّ الطبري : ٣٣.