ثم مرضت ومكثت أربعين ليلة ، ثم دعت أُم أيمن وأسماء بنت عميس وعليّاًعليهالسلام وأوصت إلىٰ عليّعليهالسلام بوصاياها.(١)
وفي هذه الأثناء جاء بنو هاشم وخيار الصحابة إلىٰ السيدة الزهراء يسألونها الصبر والعزاء ، ومن أين لها بالصبر والعزاء وكيف وكل مصاب بعد مصاب رسول اللهصلىاللهعليهوآله لمَمٌ.
وجاء بعض الناس إلىٰ علي والزهراء سلام الله عليهما يسألونهما عمّا كان من أمر البيعة ، وكيف تمّت لابن أبي قحافة في سقيفة بني ساعدة !. ولم يكد يمضي علىٰ وفاة النبيصلىاللهعليهوآله إلّا ساعات وأهله مشغولون عن كلّ شيء منصرفون في تجهيزه لمثواه الأخير ، ونسمع علياًعليهالسلام يقول وفي نبرات صوته حزن عميق وألم دفين :« أفكنت أدَع رسول الله صلىاللهعليهوآله في بيته مسجّى بلا غسل ولا كفن وأخرج
أنازع القوم الخلافة » (٢) .
فأجابت الصدّيقة فاطمةعليهاالسلام علىٰ الفور قائلةً :« ما صنع أبو الحسن إلّا ما
كان ينبغي له ، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم » (٣) .
ما أن أغمض النبي الأكرمصلىاللهعليهوآله عينيه إلّا وانقلبت الاُمة رأساً علىٰ عقب ،
وكانت المأساة تسير في خطين متوازيين ؛ وهما غصب الخلافة الحقّة من
_____________
(١) مناقب آل ابي طالب / ابن شهر آشوب ٣ : ٣٦٢ فصل في وفاة وزيارة
الزهراء عليهاالسلام .
(٢) الطبقات الكبرىٰ / ابن سعد ٢ : ٦٠ ، بحار الأنوار / المجلسي ٢٨ : ٣٥٢.
(٣) الإمامة والسياسة / ابن قتيبة ١ : ١٢.