فأوصى إليه بالاسم الأعظم ومواريث الأنبياء. وعرّفه أنه قد دفع العلوم والصحف والمصاحف والسلاح إلى أم سلمة رضي الله عنها وأمرها أن تدفع جميع ذلك إليه.
وعنه أيضا : أن الحسينعليهالسلام أوصى إلى أخته زينب بنت عليعليهماالسلام في الظاهر ، فكان ما يخرج من علي بن الحسينعليهماالسلام في زمانه من علم ينسب إلى زينبعليهاالسلام عمته ، سترا على علي بن الحسينعليهماالسلام وتقيّة واتقاء عليه.
وعن العلامة الكليني عن أبي جعفر الباقرعليهالسلام أنه قال : إن الحسينعليهالسلام لما حضره الّذي حضر ، دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسينعليهماالسلام فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة. وكان علي بن الحسينعليهالسلام مبطونا معهم ، لا يرون إلا أنه لما به. فدفعت فاطمةعليهاالسلام الكتاب إلى علي بن الحسينعليهماالسلام .
(قال الراوي) قلت : ما في ذلك الكتاب جعلني الله فداك؟. قال : فيه والله ما يحتاج إليه ولد آدم ، منذ خلق الله آدم إلى أن تفنى الدنيا. والله إن فيه الحدود ، حتى أن فيه أرش الخدش [أي الغرامة التي يدفعها الشخص إذا خدش شخصا آخر].
١٣٢ ـ شهادة علي الأصغر بن الحسينعليهالسلام :
اختلف الرواة في عدد أولاد الحسينعليهالسلام الذين حضروا كربلاء ، كما اختلفوا في أسمائهم. وقد حققنا سابقا أن عددهم أربعة هم :
علي الأكبرعليهالسلام ـ علي الأوسط وهو زين العابدينعليهالسلام ـ علي الأصغر ـ عبد الله الرضيع.
فمن الرواة ما اعتبر زين العابدينعليهالسلام هو الأصغر ، ولم يذكر علي الأصغر.ومنهم من سمّى عبد الله الرضيع عليا الأصغر ، واعتبر عددهم ثلاثة.
وقد ذكر القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول) شهادة علي الأصغر قبل شهادة علي الأكبرعليهالسلام ، وقال : وطلب الحسينعليهالسلام ماء لولده الصغير علي الأصغر ، فذهب علي الأكبر بركوة وملأها من الشريعة ورجع. وأجلس الحسينعليهالسلام ابنه على فخذه وهمّ بسقيه ، فأتاه سهم
يقول الفاضل الدربندي في (أسرار الشهادة) ص ٤٠٤ : وهذه الرواية كما ترى غير مستقيمة ، وهي تنافي ما في الزيارة المروية من الناحية القائمية المقدسة.
ثم يقول القرماني في (أخبار الدول) ص ١٠٨ : وأصاب سهم ابنا