الامام موسى بن جعفرعليهالسلام مجمع الفضائل ومكارم الأخلاق الحسنة والتُقى والكرم. فالقلوب تهوي إليه وتتوجه نحو ومن هنا قال الامام الكاظمعليهالسلام لهارون: «أنا إمام القلوب، وأنت إمام الجسوم»(١).
والعباسيون تعاملوا مع أهل البيتعليهمالسلام وفق معايير ثابتة تقوم على أساس التصدّي لمدرسة أهل البيت ومطاردة شيعتهم وقمع الطالبين والنكاية بهم بسبب هاجس الخوف من نشاط الامامعليهالسلام والغيرة من دوره الفاعل والمحرّك في الحياة الاسلامية.
لذلك هناك مجموعة من الأسباب التي أدَّت إلى استدعاء الامامعليهالسلام وسجنه وهي:
١ ـ الخوف من عمل الأمامعليهالسلام : ولعلَّ من أبرز الشواهد على ذلك ماروي أن هارون العباسي (لعنه الله) لمّا صار إلى المدينة وَصَلَ كل هاشمي أو قرشي أو مهاجري أو أنصاري ممن دَخَلَ عليه بخمسة آلاف درهم وما دونها إلى مائتي دينار، على قدر شرفه وهجرة آبائه، وحين دخل الامام الكاظمعليهالسلام رحّب به، وعند منصرفه من الحج أمر بصرّة سوداء فيها مائتا دينار أرسلها إليه، فسأله المأمون وكان جريئا عليه: يا أمير المؤمنين، تعطي أبناء المهاجرين والأنصار وسائر قريش وبني هاشم ومن لا يعرف حسبه ونسبه خمسة آلاف دينار إلى مادونها، وتعطي موسى بن جعفر وقد أعظمته وأجللته مائتي دينار؟! أخسّ عطيّة أعطيتها أحداً من الناس، فقال: اسكت لا أمّ لك، فاني لو أعطيت هذا ما ضمنته له، ما كنت آمنه أن يضرب وجهي غداً بمائة ألف سيف من شيعته ومواليه، وفقر هذا وأهل بيته أسلم لي ولكم من بسط أيديهم وأعينهم(٢).
_________________________
(١) ينابيع المودة القندوزي: ٣ / ١٢٠.
(٢) عيون أخبار الرضاعليهالسلام : ١ / ٨٨.