14%

١ ـ موقفه في السجن:

بعث الامام موسى بن جعفرعليه‌السلام برسالة وهو في السجن إلى هارون: «إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلّا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتى نفضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون»(١).

السجن عند الامام الكاظمعليه‌السلام مدرسة للعبادة والطاعة والصبر يسخرها الانسان العارف لبلوغ مدارج الكمال، فصَبَرَ الامام الكاظمعليه‌السلام راضياً بما قضاه الله حتى سمّي الكاظم لما تحمّل من صعاب وما كظم من غيظ عما فعله الظالمون به.

لذلك كان يشكر الله الامامعليه‌السلام ويقول: «اللهمَّ إنّك تعلم أني كنت أسألكَ أن تفرّغني لعبادتك اللهمَّ وقد فعلت، فلك الحمد»(٢).

لقد واجه الامام الكاظمعليه‌السلام السجن بروح ملؤها الصبر، فلم يهن ولم ينكل، ولم يظهر الإذعان والخضوع إلى السلطان الجائر فقد قيل لهعليه‌السلام وهو في الحبس: «لو كتبت إلى فلان يكلم فيك الرشيد؟ فقال: حدثني أبي عن آبائه: إن الله عز وجل أوحى إلى داود، يا داود، إنه ما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي دوني... إلّا وقطعتُ عنه أسباب السماء وأسخت الأرض من تحته»(٣).

٢ ـ موقفه من الرشيد:

للإمام حالات معينة مع الرشيد حسب متطلبات المرحلة والوقت الذي يملي عليه الموقف، ففي بعض الأحيان يكون الموقف:

أ ـ الموعظة: فقد روي عن إسماعيل بن بشر بن عمّار، قال: كتب هارون الرشيد إلى أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام عِظني وأوجز قال: فكتب إليه: ما من شيءٍ تراه عينك إلّا وفيه موعظةُ(٤).

_________________________

(١) الامام موسى الكاظمعليه‌السلام سيرة وتأريخ ص ٧٣ عن تذكرة الخواص ص ٣٦٠.

(٢) نفس المصدر السابق ص ٧٤ نقلاً عن الإرشاد ٢ / ٢٤٠.

(٣) نفس المصدر السابق نقلاً عن تأريخ اليعقوبي ٢ / ٤١٤.

(٤) نفس المصدر السابق نقلاً عن أمالي الصدوق: ٥٩٩.