42%

هارون رجل الشهوات والملذّات

لمّا أفْضَتْ الخلافة إلى الرشيد وقعت في نفسه جارية من جواري المهدي، فراودها عن نفسها، فقالت لا أصلح لك أنّ أباك قد طاف بي، فشغف هارون بها ولم يكن ليدعها، فأرسل إلى أبي يوسف فسأله: أعندك في هذا شيء؟ فقال يا أمير‌المؤمنين أو كلّما ادّعت أمة شيئاً ينبغي أن تصدّق!! لا تصدّقها فإنها ليست بمأمونة(١).

(مع العلم أن الشريعة الإسلامية تقبل في هذه الحالات إقرار المرأة على نفسها بذلك ويكون هو الأساس الذي يرتّب الأثر عليه!! ولكن الشهوات!)

الإسراف في الموائد

وأسرف هارون إسرافاً كثيراً على موائد الطعام فكان ينفق في كل يوم عشرة آلاف درهم، وربما اتخذ له الطباخون ثلاثين لوناً من الطعام(٢).

وقدّمت له مائدة كانت فيها قطع صغيرة من السمك وضعت في أوان من الذهب فاستدعى رئيس الطباخين فلما مثل بين يديه، قال له: ألم أعهد إليك أن لا تكون قطع السمك صغيرة، فقال له يا أمير المؤنين هذه السنة السمك وضعتها لتكون زينة للمائدة فسأله عن ثمنها فقال أنها كلّفت أربعة آلاف درهم.

الإسراف في الجواري

وكان هارون يهب الأموال الجزيلة لجواريه، ويجزل لهن في العطاء، فقد روى
المؤرخون أنه أوفد الحرشي إلى ناحية الموصل فجيى له أموالاً طائلة من بقايا
الخراج، فوافاه به، فأمر بصرفه أجمع إلى بعض جواريه، فاستعظم الناس في ذلك،
_________________________

(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٢٩١.

(٢) حياة الامام موسى بن جعفر للقرشي ص ٣٩ نقلاً عن المستطرق ص ٣٤١.