14%

المجلس السادس

الموضوع: اخباره بالمغيّبات

القصيدة: للسيد مهدي الاعرجي

رحلوا وما رحلوا أُهيل ودادي

إلا بحسن تصبّري وفؤادي

ساروا ولكن خلّفوني بعدهم

حزناً أصوب الدمع صوب عهاد

وسرت بقلبي المستهام ركابهم

تعلوا به جبلاً وتهبط وادي

وخلت منازلهم فها هي بعدهم

قفرى وما فيها سوى الأوتاد

تأوي الوحوش بها فسربٌ رائحٌ

بفناء ساحتها وسرب غادي

ولقد وقفت بها وقوف مولّهٍ

وبمهجتي للوجد قدح زنادِ

أبكي بها طوراً لفرط صبابتي

وأصيح فيها تارة وأُنادي

يا دار قد ذكّرتني بعراصك الـ

ـقفرا عراص بني النبيّ الهادي

لمّا سرى عنها ابن بنت محمّد

بالأهل والأصحاب والأولادِ

مذ كاتبوه بنو الشقا اقدم فليـ

سَ سواك نعرفُ من إمام هادي

لكنّه مذ جاءهم غدروا به

واستقبلوه في ضبأ وصحادِ

تباً لهم من أمّةٍ لم يحفظوا

عهد النبيّ بآله الأمجادِ

قد شتتوهم بين مقهور ومأ

سورٍ ومنحورٍ بسيفِ عنادِ

هذا بسامرا وذاك بكربلا

وبطوس ذاك وذاك في بغداد

لهفي وهل يُجدي أسىً لهفي على

موسى بن جعفر علّة الايجاد

مازال ينقلُ في السجون معانياً

عضّ القيود ومثقل الأصفاد

قطع الرشيد عليه فرض صلاته

قسراً وأظهر كامن الأحقاد

حتى إليه دسَّ سمّاً قاتلاً

فأصابَ أقصى منيةٍ ومراد

وضعوا على جسر الرصافة نعشه

وعليه نادى بالهوان منادي

* * *