14%

أبوالحسنعليه‌السلام فقمنا إليه وسلمنا عليه، ودفعنا إليه الكتب وما كان معنا، فأخرج من كمّه كتباً فناولنا إياها فقال: هذه جوابات كتبكم، فقلنا إن زادنا قد فنيَ فلو أذنت لنا فدخلنا المدينة فزرنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتزودنا بزاد، فقال: هاتا ما معكما من الزاد، فأخرجنا الزاد فقلّبه بيده، فقال: هذا يبلغكما إلى الكوفة، وأما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقد رأيتماه، وإني صليتُ معهم الفجر، وإني أريد أن أُصلي معهم الظهر، إنصرفا في حفظ الله!

الامام الكاظمعليه‌السلام أجازه في عمله مع هارون

قال علي بن يقطين للامام الكاظمعليه‌السلام : أما ترى حالي وما أنا فيه؟ فقال: يا علي إنّ لله تعالى أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه وأنت منهم يا علي(١).

وفي البحار استأذن علي بن يقطين الامام الكاظمعليه‌السلام في ترك عمل السلطان فلم يأذن له وقال: لا تفعل فانَّ لنا بك أنساً ولإخوانك بك عزّاً وعسى أن يجبر الله بك كسراً ويكسر بك نائرةَ المخالفين عن أوليائه.

يا علي كفّارة أعمالكم الإحسان إلى إخوانكم. إضمن لي واحدة وأضمن لك ثلاثاً: إضمن لي أن لا تلقي أحداً من أوليائنا إلّا قضيت حاجته وأكرمته وأضمن لك ان لا يظلّك سقف سجن أبداً ولا ينالك حدّ سيف أبداً ولا يدخل الفقر بيتك أبداً، يا علي من سرَّ مؤمناً فبالله بدأ وبالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثنّى وبنا ثلّث(٢).

أقول: من أدخل سروراً على مؤمن أدخله على الله سبحانه والرسول والأئمة فكيف بمن أدخلَ السرور على فاطمة الزهراءعليها‌السلام ، وذلك من خلال إسعادها في بكاءها على ولدها الحسينعليه‌السلام المظلوم الشهيد وإقامة مجالسه وإبكاء الناس على مصيبته.

_________________________

(١) نفس المصدر السابق: ٢ / ٧٣٠ ـ ٧٣١.

(٢) البحار: ٤٨ / ١٣٦.