14%

هذه الاجراءات المهمة التي اتخذها السندي بن شاهك انما جاءت لتبرير ساحة الحكومة من المسؤلية، وتنزيهها عن ارتكاب الجريمة، ولكنَّ الامام موسى بن جعفرعليه‌السلام قد أفسد عليه صنعه وكشف للناس ان هارون هو الذي اغتاله بالسم.

الأمور التي قام بها هارون لرفع الشبهة

أولاً: إنّه جمع شيوخ الطالبيين والعباسيين، وسائر أهل مملكته، والحكام فقال لهم: «هذا موسى بن جعفر قد مات حتف أنفه، وما كان بيني وبينه ما استغفر الله منه ـ يعني في قتله ـ فانظروا إليه».

فدخل على الامام سبعون رجلاً من شيعته، فنظروا إليه وليس به أثر جراحة ولا خنق(١).

ولم يُجدِ ذلك هارون فانَّ الحق لابدَّ أن يظهر، وقد عرف الخاص والعام ان هارون هو الذي اغتال الامام وهو المسؤول عن دمه.

وضعه على الجسر

بالله يا يا للمسلمين، مثل الامام موسىعليه‌السلام ، إمام المسلمين وسيد المتقين والعابدين وعملاق الفكر الاسلامي يلقى على جسر الرصافة وهو ميت ينظر اليه القريب والبعيد وتتفرج عليه المارة، قد أحاطت بجثمانه المقدس الشرطة، وكشفت وجهه للناس قاصدين بذلك انتهاك حرمته.

لقد حاول الرشيد يفعله هذا إذلال الشيعة واهانتهم، وقد أثر ذلك في نفوسهم ـ فظلوا يذكرونه في جميع مراحل تأريخهم مقروناً باللوعة والحزن ـ يقول المرحوم الشيخ محمد ملة:

من مبلغ الاسلام أن زعيمه

قد مات في سجن الرشيد سميما

ملقى على جسر الرصافة نعشه

فيه الملائك أحدقوا تعظيما

_________________________

(١) بحار الأنوار.