بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا »(١) بنصّ الكتاب.
وأمّا على القول بأن التبديل يكون في الآخرة كما دلّت عليه الأخبار المذكورة. فالظاهر أنّه إذا بدّل سيئة العبد حسنة فكأنّه جاء بالحسنة ، وقد قال تعالى : «مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا »(٢) ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء من الخير ولذلك ختم الدعاء بقوله عليه السلام : «إنّك ذو الفضل العظيم» تذييلاً لما سبق وتقريراً لمضمونه.
و «الفضل» الخير والإحسان إبتداءً.
و «العظيم» ضدّ الحقير ، كما أنّ الكبير ضدّ الصغير ، وكما أنّ الحقير دون الصغير ، فكذلك العظيم فوق الكبير ، ويستعملان في الصور والمعاني يقال : رجل عظيم وكبير أي جثّة أو قدراً ، وهو هنا صفة للفضل كما وقع في التنزيل مكرراً «وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ »(٣) ووقع في نسخة مضبوطاً بالضمّ على أنّه صفة له تعالى والأوّل أنسب بالمقام ، وفيه إيذان بأنّ جميع الإحسان الواقع والمرجوّ ، رشحة من بحار إفضاله وعظيم إحسانه ونواله ، وإنّ من حرم ذلك ليس لضيق ساحة فضله بل لعدم إستعداد المحروم وقابليّته ، نسأل الله أن لا يحرمنا من فضله العظيم وجوده العظيم بجاه نبيّه الكريم وأهل بيته الطاهرين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين والحمد للّه ربّ العالمين.
قم المشرفة السيد محسن الحسيني الأميني ١٥ جمادي الاُولى ١٤٢٧ هجـ |
__________________
١ ـ الأنعام : ١٦٠.
٢ ـ الأنعام : ١٦٠.
٣ ـ الجمعة : ٤.