12%

وَالْحَمدُ لِلّٰهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا بِمُحَمَّدٍ

نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ دُونَ

الأُمَم الْمَاضِيَةِ وَالْقُرُونِ السَّالِفَةِ.

«الواو» عاطفة للجملة على قوله في الدعاء السابق : ثم له الحمد ، لأنّه عليه السلام كان يصل هذا الدعاء به من غير فصل كما هو ظاهر العنوان أو هي استثنائية.

ومعنى «المنّ» ها هنا : الإنعام على من لا يطلب الجزاء منه ، وفيه إشارة إلى قوله تعالى : «لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ »(١) .

و «محمّد» علم منقول من الصفة التي معناها كثير الخصال المحمودة.

قال أهل اللغة : رجل محمّد : أي كثير الخصال المحمودة(٢) .

وقال ابن فارس : سمّي نبيّنا محمّد صلى الله عليه واله محمّداً لكثرة خصاله المحمودة(٣) . يعني ألهم الله تعالى أهله تسميته بذلك لما علم من خصاله الحميدة.

وقال السهيلي : في «محمّد» معنى المبالغة والتكرار ، فالمحمّد هو الذي حمد مرّة بعد مرّة ، كما أنّ المكرّم من كُرم مرّة بعد اُخرى ، وكذلك الممدوح ، واسم محمّد مطابق لمعناه.

والله تعالى سماّه به قبل أن يسمّى به ، وهو علم من أعلام نبوّته ،

__________________

١ ـ آل عمران : ١٦٤.

٢ ـ تهذيب الأسماءواللغات : الجزء الأوّل من القسم الثاني : ص ٧٠.

٣ ـ معجم مقاييس اللغة : ج ٢ ، ص ١٠٠.