12%

فَخَتَمَ بِنَا عَلَى جَميعِ مَنْ ذَرَأَ ،

وَجَعَلَنَا شُهَدَآءَ عَلَى مَنْ جَحَدَ ،

وَكَثَّرَنٰا بِمَنِّهِ عَلَى مَنْ قَلَّ.

«ختم الكتاب» من باب ـ ضرب ـ ، وختم عليه ختماً : وضع عليه الخاتم وهو الطابع(١) .

و «الباء» للسببيّة. قال ابن مالك في شرح التسهيل : وهي الداخلة على صالح الإستغناء به عن فاعل معدّاها مجازاً نحو : «فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ »(٢) فلو قصد اسناد الإخراج إلى الهاء لحسن ، ولكنّه مجاز ، قال : ومنه : كتبت بالقلم ، وقطعت بالسكّين ، فإنّه يقال : كتب القلم وقطّعت السكّين. والنحويّون يعبّرون عن هذه الباء بالإستعانة ، وآثرت على ذلك التعبير بالسببيّة ، من أجل الأفعال المنسوبة إلى الله تعالى ، فإنّ إستعمال السببيّة فيها يجوز وإستعمال الإستعانة لا يجوز(٣) .

و «ذرأ الله الخلق» ذرأ بالهمز من باب ـ نفع ـ : خلقهم.

قال ابن الأثير : وكأنّ الذرء مختصّ بخلق الذريّة(٤) إنتهى.

«والذريّة» ـ مثلّثة ـ نسل الثقلين. والمعنى إنّه تعالى جعلنا آخر جميع من خلق ، من الأنبياء واُممهم كما قال تعالى : «وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ»(٥) فختمهم بنا ، فلا أُمّة بعدنا يرسل إليها رسول كما أنّ

__________________

١ ـ الطابع : بفتح الباء وكسرها : ما يطبع به ، المصباح المنير : ص ٣٦٨ ـ ٣٦٩.

٢ ـ البقرة : ٢٢.

٣ ـ لا يوجد هذا الكتاب لدينا.

٤ ـ النهاية لإبن الأثير : ج ٢ ، ص ١٥٦.

٥ ـ فاطر : ٢٤.