12%

أَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ أَمِينِكَ

عَلَى وَحْيِكَ وَنَجِيبِكَ مِنْ

خَلْقِكَ ، وَصَفِيِّكَ مِنْ عِبَادِكَ.

أصل «أَللَّهُمَّ» يا الله ، حذف حرف النداء وعوّض عنه الميم ، ولذلك لا يجمع بينهما إلاّ ضرورة كقول الشاعر :

إني إذا ما حَدَثٌ ألمّا

أقول يا أَللَّهُمَّ يا أَللَّهُمَّا(١)

وإنّما اُخّرت الميم تبرّكاً باسمه تعالى ، وخصّت بذلك دون غيرها لأنّ الميم عهد زيادتها آخراً ، كميم زرقم للشديد الزرقة ، هذا مذهب البصريّين.

وذهب الكوفيّون إلى أنّ الميم ليست عوضاً ، بل بقيّة من جملة محذوفة وهي اُمّنَا بخير.

قال الرضي : وليس بوجه لأنّك تقول : أَللَّهُمَّ لا تؤمّهم بخير(٢) .

وقال أبو علي : ولأنَّه لو كان كما ذكر لما حسن ، أَللَّهُمَّ أمَّنَا بخير ، وفي حسنه دليل على أنّ الميم ليست مأخوذة منه ، إذ لو كان كذلك لكان تكريراً(٣) .

وقال بعضهم : أصل أَللَّهُمَّ : يا الله المطلوب للمهمّ ، فحذف حرف النداء لدلالة الطلب والإهتمام عليه مع قيامه مقامه ، ثمّ اقتصر من لفظي الصّفتين بأوّل الأوّل وآخر الثاني واُدغم أحدهما في الآخر.

قوله عليه السلام : «أمينك على وحيك» الأمين : فعيل من الأمانة ، فهو إمّا

__________________

١ ـ شرح الكفاية في النحو للرضي : ج ١ ، ص ١٤٦.

٢ ـ شرح الكافية في النحو للرضي : ج ١ ، ص ١٤٦.

٣ ـ لم نعثر عليه.