12%

وَأَقْصَى الأَدْنَيْنَ عَلَى جُحُودِهِمْ ،

وَقَرَّبَ الأَقْصَيْن عَلَى اسْتِجَابَتِهِمْ لَكَ ،

«أقصاه» أبعده من قصا الشييء قصواً من باب ـ قعد ـ : إذا بعد.

و «الأدنين والأقصين» بفتح ما قبل ، علّامة الجمع فيهما.

«الأقارب والأباعد» جمع أدنىٰ وأقصىٰ ، وأصلهما ، الأدنيين والأقصيين ، تحركت ياؤهما المنقلبتان عن واو في الأصل ، لأنهما من الدنوّ والقصوّ ، وانفتح ما قبلهما فقلّبتا ألفين ، ثم حذفتا لإلتقاء الساكنين وبقيت الفتحة قبلهما دليلاً عليهما ، وهذا الحكم جار في كلّ مقصور يجمع هذا الجمع فتحذف ألفه دون الفتحة التي قبله لتدلّ عليها. وفي التنزيل : «وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ »(١) ، «وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ »(٢) .

و «جحده جحداً وجحوداً» أنكره مع علمه.

و «استجاب له إستجابة» إذا دعاه إلى شييء فأطاع.

و «على» في الفقرتين : للتعليل : أي لجحودهم ، ولإستجابتهم كقوله تعالى : «لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ »(٣) أي لهدايته إيّاكم.

واعلم : أنّ الجحود على نوعين.

أحدهما : جحود تشبيه ، إذا المشبّهون الله سبحانه بخلقه ، وإن إختلفوا في كيفيّة التشبيه بأسرهم جاحدون له في الحقيقة ، وذلك أنّ المعنى الذي يتصوّرونه ويثبتونه إلٰهاً ليس هو نفس الإلٰه ، مع أنّهم ينفون ما سوى ذلك فكانوا نافين للالٰه الحق في المعنى وجاحدين له.

__________________

١ ـ آل عمران : ١٣٩.

٢ ـ ص : ٤٧.

٣ ـ الحج : ٣٧.