12%

فَنَهَدَ إِلَيْهِمْ مُسْتَفْتِحَاً بِعَوْنِكَ ،

وَمُتَقَوِّيَاً عَلَى ضَعْفِهِ بِنَصْرِكَ ،

«نهد إلى العدوّ نهداً» من بابي ـ نفع وقتل ـ : نهض وبرز ، والفاعل ناهد ، والجمع نهّاد ، مثل كافر وكفّار ، وناهدته مناهدة : ناهضته ، وتناهدوا في الحرب : نهض بعضهم إلى بعض للمحاربة.

و «مستفتحاً» أي مستنصراً وطالباً للفتح ، فالباء : للإستعانة يقال : فتح الله على نبيّه ، أي نصره ، وهو يستفتح الله للمسلمين على الكفّار.

ويحتمل أن يكون بمعنى مفتتحاً والباء للملابسة ، أي مفتتحاً للجهاد حال كونه ملتبساً بعونك ، أو للسببيّة أي بسبب عونك له.

و «متقوّياً» اسم فاعل من تقوّىٰ ، أي صار ذا قوّة.

و «على» بمعنى مع ، أي مع ضعفه ، مثلها في قوله تعالى : «وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ»(١) .

و «الضعف» ـ بالفتح والضمّ ـ خلاف القوّة.

وقيل : هو بالضمّ في الجسد ، وبالفتح في العقل والرأي.

ويروى عن ابن عمر أنّه قال : قرأت على النبي صلى الله عليه واله : الذي خلقكم من ضعف بالفتح ، فأقرأني «من ضُعف» بالضمّ(٢) .

و «الضعف» ـ محركة ـ لغة في الضعف حكاها ابن الأعرابي(٣) .

و «النصر» الإعانة على العدو ، وفيه إشارة إلى أن إستفتاحه عليه السلام وتقوّيه على الكفّار إنّما كان بعون الله ونصره ، لا بالأسباب الظاهرة و

__________________

١ ـ البقرة : ١٧٧.

٢ ـ الدر المنثور : ج ٥ ، ص ١٥٨.

٣ ـ لسان العرب : ج ٩ ، ص ٢٠٣.