5%

(وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ)(١)

إِخْتٰارَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْأَنْبِيٰاءِ ، وَمِشْكٰاةِ

الضِّيٰاءِ ، وَذُؤٰابَةِ الْعَلْيٰاءِ ، وَسُرَّةِ الْبَطْحٰاءِ وَمَصٰابِيحِ الظُّلْمَةِ ، وَيَنٰابِيعِ الْحِكْمَةِ.

قولهعليه‌السلام : «إِخْتٰارَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْأَنْبِيٰاءِ » إستعارعليه‌السلام لفظ الشجرة لصنف الأنبياءصلى‌الله‌عليه‌وآله ووجه المشابهة : أن الشجرة لمّا كانت ذات أغصان وثمار ، فصنف الأنبياء يكون كذلك ذا ثمر وفروع ، ففروعه يكون نفس الأشخاص ، وثمره يكون العلوم والكمالات النفسانيّة.

أخرجه إبن سعد في الطبقات الكبرىٰ بإسناده عن إبن عبّاس في قوله تعالى : «وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ »(٢) قال : أي من نبيّ إلى نبيّ ، ومن نبيّ إلى نبيّ حتّى أخرجك نبيّاً(٣) .

قولهعليه‌السلام : «وَمِشْكٰاةِ الضِّيٰاءِ » المشكاة : كوّة غير نافذة ، ذكره الراغب في المفردات(٤) .

إستعارعليه‌السلام لفظ المشكاة لآل إبراهيم ، ووجه المشابهة أنّ هؤلاء قد ظهرت منهم الأنبياء وسطع من بينهم أنوار النبوّة والهداية ، كما يظهر نور المصباح من المشكاة.

قولهعليه‌السلام : «وَذُؤٰابَةِ الْعَلْيٰاءِ » الذؤابة : طائفة من شعر الرأس التي تدلى ، فاستعارعليه‌السلام لفظ الذؤابة إلى الإشارة إلى قريش ، ووجه المشابهة تدليهم في أغصان الشرف والعلوّ عن آبائهم كتدلّي ذؤابة الشعر عن

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ص ١٥٦ ، الخطبة ١٠٨.

٢ ـ الشعراء : ٢١٩.

٣ ـ الطبقات الكبرىٰ : ج ١ ، ص ٢٢.

٤ ـ المفردات : ص ٢٦٦.