5%

(وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ)(١)

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَنَجِيبُهُ وَصَفْوَتُهُ لٰا يُؤٰزىٰ فَضْلُهُ ، وَلٰا يُجْبَرُ فَقْدُهُ. أَضٰاءَتْ بِهِ الْبِلٰادُ بَعْدَ الضَّلٰالَةِ الْمُظْلِمَةِ ، وَالْجَهٰالَةِ الْغٰالِبَةِ ، وَالْجَفْوَةِ الْجٰافِيَةِ. وَالنّٰاسُ يَسْتَحِلُّونَ الْحَرِيمَ ، وَيَسْتَذِلُّونَ الْحَكِيمَ ، يَحْيَوْنَ عَلىٰ فَتْرَةٍ وَيَمُوتُونَ عَلىٰ كَفْرَةٍ.

قولهعليه‌السلام : «وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ » قال الله تعالى : «مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ »(٢) .

قولهعليه‌السلام : «وَنَجِيبُهُ وَصَفْوَتُهُ» النجيب : الكريم ، والنفيس في نوعه ، فعيل بمعنى فاعل ، من نجُبَ ـ كَكرُمَ ـ نجابة ، ويحتمل أن يكون بمعنى المفعول : أي اللّباب الخالص ، فكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كريم النسب ، ولد في بيت من أرفع بيوت العرب شأناً وجلالة وأعلاها مجداً وشرفاً ، وأكثرها عزّة ومنعة ، وأكرمها نسباً وهو بذات نفسه ممتاز عن سائر شباب قريش ، بشرف نفسه وكمال خلقه ، ولقد. أجاد جعفر بن أبي طالبعليه‌السلام في حديثه مع النجاشي : قائلاً إنّ الله بعث فينا رسولاً منّا نعرف نسبه وصفته ومدخله ومخرجه وصدقه وأمانته(٣) .

وروى الطبري في تفسيره : عن سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام في قوله : «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ »(٤) قال : لم يصبه شيئ من ولادة الجاهليّة قال : وقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّي خرجت من نكاح ، ولم

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ص ٢٠٩ ـ ٢١٠ ، الخطبة ١٥١.

٢ ـ الأحزاب : ٤٠.

٣ ـ تفسير القرآن العظيم لإبن كثير : ج ٢ ، ص ٣٤٨ ، ص ٥٦.

٤ ـ التوبة : ١٢٨.