5%

﴿وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ﴾(١)

أَمِينُ وَحْيِهِ ، وَخٰاتَمُ

رُسُلِهِ ، وَبَشِيرُ رَحْمَتِهِ ،

وَنَذِيرُ نِقْمَتِهِ

قولهعليه‌السلام : «أَمِينُ وَحْيِهِ » الأمين : فعيل من الأمانة ، فهو إمّا بمعنى المفعول : أي مأمون من أمنه ـ كعلمه ـ إذا إستأمنه ، فهوصلى‌الله‌عليه‌وآله مأمون على ما أوحى إليه من الكتاب الكريم ، وشرائع الدين القويم من التحريف والتغيير فيما أمر بتبليغه لمكان العصمة الموجدة فيه.

أو بمعنى فاعل من أمن هو ـ ككرم ـ فهو أمين وحيث أنّ من شأن الأمين قوّته على ضبط ما يستأمن عليه ، وإستعداده له ، وحفظه وصيانته عن التلف والأدناس والتبديل والزيادة والنقصان ، ولهذا سمّي نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله بين الناس قبل بعثته بـ«محمّد الأمين» وبعد بعثته قد أخبر عنه سبحانه وقال : «إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ »(٢) وقال الله تعالى فيه : «وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ »(٣) .

وأخرجه المتّقي الهندي : عن أبي رافع قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أما والله إنّي لأمين في السماء ، أمين في الأرض(٤) .

وقال عمّه أبوطالب فيه :

أنت الأمين أمين الله لاكذب

والصّادق القول لا لهو ، ولا لعب

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ص ٢٤٧ ، الخطبة ١٧٣.

٢ ـ الشعراء : ١٠٧.

٣ ـ النجم : ٣ ـ ٤.

٤ ـ كنز العمّال : ج ١١ ، ص ٤١٣ ، ح ٣١٩٣٧.