5%

﴿وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ﴾(١)

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمُجْتَبىٰ مِنْ خَلٰائِقِهِ ، وَالْمُعْتٰامُ لِشَرْحِ حَقٰائِقِهِ ، وَالْمُخْتَصُّ بِعَقٰائِلِ كَرٰامٰاتِهِ ، والْمُصْطَفىٰ لِكَرٰائِمِ رِسٰالٰاتِهِ ، وَالْمُوَضَّحَةُ بِهِ أَشْرٰاطُ الْهُدىٰ ، وَالْمَجْلُوُّ بِهِ غِرْبِيبُ الْعَمىٰ.

قولهعليه‌السلام : «وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ » قال الله تعالى : «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ »(٢) .

قولهعليه‌السلام : «الْمُجْتَبىٰ مِنْ خَلٰائِقِهِ » أي المصطفى من الأولين والآخرين.

عن إبن عبّاس قال : إنّ جبرئيلعليه‌السلام أتى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إنّ ربّي بعثني إليك وأمرني أن آتيه بك فقم فإنّ الله يكرمك كرامة لم يكرم بها أحد قبلك ولا بعدك فأبشر وطب نفساً الحديث(٣) .

وعنه ايضاً فلمّا بلغ إلى سدرة المنتهى فانتهى إلى الحجب ، فقال جبرئيل : تقدّم يا رسول الله ليس لي أن أجوز هذا المكان ، ولو دنوت أنملة لاحترقت(٤) .

وقال أبو بصير : سمعته يقول : إنّ جبرئيل إحتمل رسول الله حتّى إنتهى به إلى مكان من السماء ، ثم تركه فقال له : ما وطأ نبيّ قط مكانك(٥) .

قولهعليه‌السلام : «وَالْمُعْتٰامُ لِشَرْحِ حَقٰائِقِهِ » أي شرح النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله حقائق التوحيد والعدل والمعاد ، وشرح الحلال والحرام ، والثواب والعقاب ،

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ص ٢٥٧ ، الخطبة ١٧٨.

٢ ـ آل عمران : ١٤٤.

٣ ـ مناقب إبن شهراشوب : ج ١ ، ص ١٧٧.

٤ ـ مناقب إبن شهراشوب : ج ١ ، ص ١٧٩.

٥ ـ مناقب إبن شهراشوب : ج ١ ، ص ١٧٩.