(وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ)(١)
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، دَعٰا إِلىٰ طٰاعَتِهِ ، وَقٰاهَرَ أَعْدٰاءَهُ جِهٰادًا عَنْ دِينِهِ ، لٰا يَثْنِيهِ عَنْ ذٰلِكَ اجْتِمٰاعٌ عَلىٰ تَكْذِيبِهِ ، وَالْتِمٰاسٌ لِإِطْفٰاءِ نُورِهِ. |
قولهعليهالسلام : «وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ » قال الله تعالى : «مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ »(٢) .
قولهعليهالسلام : «دَعٰا إِلىٰ طٰاعَتِهِ » أي بما أمره الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة قال الله : «ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ »(٣) .
ولقد دعا اُمّته في أوّل بعثتهصلىاللهعليهوآله فعن : عن إبن عبّاس ، قال : صعد رسول اللهصلىاللهعليهوآله ذات يوم الصفا ، فقال : يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش ، فقالوا : مالك؟ قال أرأيتكم أن أخبرتكم أنّ العدو مصبحكم أو ممسيكم ما كنتم تصدّقوني؟ قالوا : بلى ، قال. فإنّي «نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ »(٤) ، فقال : أبولهب : تبّاً لك لهذا دعوتنا ، فنزلت سورة تبّت(٥) .
قولهعليهالسلام : «وَقٰاهَرَ أَعْدٰاءَهُ جِهٰادًا عَنْ دِينِهِ » أي جاهد رسول اللهصلىاللهعليهوآله في سبيل الله وغلب على أعدائه في حروبه وغزواته وسراياه ، وكان
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ص ٢٨١ ، الخطبة ١٩٠.
٢ ـ الأحزاب : ٤٠.
٣ ـ النحل : ١٢٥.
٤ ـ سبأ : ٤٦.
٥ ـ تاريخ الطبري : ج ١ ، ص ٥٤١ ـ ٥٤٢ وأخرجه إبن شهراشوب في المناقب : ج ١ ، ص ٤٦ وهكذا أخرجه إبن سعد : ج ١ ، ص ١٥٦ ـ ١٥٧.