5%

(وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ)(١)

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، دَعٰا إِلىٰ طٰاعَتِهِ ، وَقٰاهَرَ أَعْدٰاءَهُ جِهٰادًا عَنْ دِينِهِ ، لٰا يَثْنِيهِ عَنْ ذٰلِكَ اجْتِمٰاعٌ عَلىٰ تَكْذِيبِهِ ، وَالْتِمٰاسٌ لِإِطْفٰاءِ نُورِهِ.

قولهعليه‌السلام : «وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ » قال الله تعالى : «مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ »(٢) .

قولهعليه‌السلام : «دَعٰا إِلىٰ طٰاعَتِهِ » أي بما أمره الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة قال الله : «ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ »(٣) .

ولقد دعا اُمّته في أوّل بعثتهصلى‌الله‌عليه‌وآله فعن : عن إبن عبّاس ، قال : صعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم الصفا ، فقال : يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش ، فقالوا : مالك؟ قال أرأيتكم أن أخبرتكم أنّ العدو مصبحكم أو ممسيكم ما كنتم تصدّقوني؟ قالوا : بلى ، قال. فإنّي «نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ »(٤) ، فقال : أبولهب : تبّاً لك لهذا دعوتنا ، فنزلت سورة تبّت(٥) .

قولهعليه‌السلام : «وَقٰاهَرَ أَعْدٰاءَهُ جِهٰادًا عَنْ دِينِهِ » أي جاهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في سبيل الله وغلب على أعدائه في حروبه وغزواته وسراياه ، وكان

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ص ٢٨١ ، الخطبة ١٩٠.

٢ ـ الأحزاب : ٤٠.

٣ ـ النحل : ١٢٥.

٤ ـ سبأ : ٤٦.

٥ ـ تاريخ الطبري : ج ١ ، ص ٥٤١ ـ ٥٤٢ وأخرجه إبن شهراشوب في المناقب : ج ١ ، ص ٤٦ وهكذا أخرجه إبن سعد : ج ١ ، ص ١٥٦ ـ ١٥٧.