5%

(وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ)(١)

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا نَجِيبُ اللهِ.

وَسَفِيرُ وَحْيِهِ ، وَرَسُولُ رَحْمَتِهِ.

قولهعليه‌السلام : «وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا نَجِيبُ اللهِ » النجيب : الكريم ، النفيس في نوعه ، فضيل بمعنى فاعل ، من نجُبَ ـ كَكرُمَ ـ نجابة ، ويحتمل أن يكون بمعنى مفعول ، أي اللّباب الخالص الذي انتجبه الله من خلقه ، فالمراد إذن من قولهعليه‌السلام : «محمّد نجيب الله» أي كريم النسب وأفضل الناس حسباً ونسباً.

قولهعليه‌السلام : «وَسَفِيرُ وَحْيِهِ » الوحي في اللغة : الإشارة والرسالة والإلهام وكلّ ما ألقيته إلى غيرك ليعلمه فهو وحي ، وهو مصدر وحى إليه يحيي من باب وعد ، وأوحى إليه بالألف مثله ، وهي لغة القرآن الفاشية ، ثم غلب إستعمال الوحي فيما يلقىٰ إلى الأنبياء من عند الله ، قال تعالى : «وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ *إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ »(٢) .

قولهعليه‌السلام : «وَرَسُولُ رَحْمَتِهِ » أي أنّ رسالتهصلى‌الله‌عليه‌وآله كانت رحمة للعالمين ، قال تعالى : «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ »(٣) وفي الحديث : أنا نبيّ الرحمة(٤) وفي آخر قالصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّما أنا رحمة مهداة(٥) وتفصيل هذه الرحمة من وجوه.

أحدها : أنّه الهادي إلى سبيل الرشاد ، والقائد إلى رضوان الله

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ص ٣١٢ ، الخطبة ١٩٨.

٢ ـ النجم : ٣ ـ ٤.

٣ ـ الأنبياء : ١٠٧.

٤ ـ مسند أحمد بن حنبل : ج ٤ ، ص ٣٩٥.

٥ ـ الطبقات الكبرى : ج ١ ، ص ١٥١.