11%

(وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ)(١)

أَرْسَلَهُ بِالضِّيٰاءِ وَقَدَّمَهُ فِى الْإِصْطِفاءِ ، فَرَتَقَ بِهِ الْمَفٰاتِقَ ، وَسٰاوَرَ بِهِ الْمُغٰالِبَ ، وَذَلَّلَ بِهِ الصُّعُوبَةَ ، وَسَهَّلَ بِهِ الْحُزُونَةَ ، حَتّىٰ سَرَّحَ الضَّلٰالَ عَنْ يَمِينٍ وَشِمٰالٍ.

قولهعليه‌السلام : «أَرْسَلَهُ بِالضِّيٰاءِ » أي بالنور اللامع الساطع من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فهو نور يهتدى به في ظلمات الجهل ، ويقتدى بأحكامه وسننه.

ويمكن أن يكون المراد بالنور إمّا نور الإيمان ، وبه فسرّ قوله تعالى : «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ »(٢) أي يخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.

وإمّا نور العلم ، يعني : النبوّة والرسالة الذي كان في قلب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويؤيّده ما ورد في كتاب التوحيد عن الصادقعليه‌السلام في قوله تعالى : «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ » قال : كذلك الله عزّوجلّ : «مَثَلُ نُورِهِ » قال : محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، «كَمِشْكَاةٍ» قال : صدر محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله «فِيهَا مِصْبَاحٌ »(٣) قال : فيه نور العلم ، يعني النّبوة(٤) .

وإمّا نور القرآن كما في قوله تعالى : «كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ »(٥) .

قولهعليه‌السلام : «وَقَدَّمَهُ فِى الْإِصْطِفاءِ » الصفي : إمّا بمعنى المصطفىٰ أي

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ص ٣٣٠ ، الخطبة ٢١٣.

٢ ـ البقرة : ٢٥٧.

٣ ـ النور : ٣٥.

٤ ـ التوحيد : ص ١٥٧ ، ح ٢ ، باب ١٥ ، تفسير قول الله عزّوجلّ : «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ....».

٥ ـ إبراهيم : ١.