5%

(وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ)(١)

فَصَدَعَ بِمٰا أُمِرَ بِهِ ، وَبَلَّغَ رِسٰالَةَ رَبِّهِ. فَلَمَّ اللهُ بِهِ الصَّدْعَ ، وَرَتَقَ بِهِ الْفَتْقَ ، وَأَلَّفَ بَيْنَ ذَوِى الْأَرْحٰامِ ، بَعْدَ الْعَدٰاوَةِ الْوٰاغِرَةِ فِى الصُّدُورِ ، وَالضَّغٰائِنِ الْقٰادِحَةِ فِى الْقُلُوبِ.

قولهعليه‌السلام : «فَصَدَعَ بِمٰا أُمِرَ بِهِ » أي أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أظهر ما أمر به بعد ما كان مختفياً خمس سنوات لا يستطيع أن يظهر دينه ، ويشهد له ما ورد عن الصّادقعليه‌السلام قال : إكتتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بمكة مستخفياً خائفاً خمس سنين ، ليس يظهر ، وعليعليه‌السلام معه وخديجة ، ثم أمره الله تعالى أن يصدع بما يؤمر فظهر وأظهر أمره(٢) .

وفي خبر أخر عن الحلبي قال : سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول : مكث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بمكة بعد ما جاءه الوحي عن الله تعالى ، ثلاث عشرة سنة منها ثلاث سنين مستخفياً خائفاً لا يظهر حتّى أمره الله تعالى أن يصدع بما يؤمر فأظهر حينئذٍ الدعوة(٣)

قولهعليه‌السلام : «وَبَلَّغَ رِسٰالَةَ رَبِّهِ » من الحكم والمواعظ وغير ذلك.

قولهعليه‌السلام : «فَلَمَّ اللهُ بِهِ الصَّدْعَ » أي جمع الله بالنبي التشتّت والإفتراق السائد آنذاك بين الأعراب وألّف بين قلوبهم.

قولهعليه‌السلام : «وَرَتَقَ بِهِ الْفَتْقَ » الرتق : ضدّ الفتق ، والمراد أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله رفع ما كان بين الأعراب من إختلاف الآراء وتشتّت الأهواء وإفتراق

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ص ٣٥٣ ، الخطبة ٢٣١.

٢ ـ كتاب الغيبة للشيخ الطوسي : ص ٢٠١ ـ ٢٠٢.

٣ ـ كتاب الغيبة للشيخ الطوسي : ص ٢٠٢.