11%

(وَمِنْ كِتٰابٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ)(١)

وَكٰانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاٰلِهِ إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ ، وَأَحْجَمَ النّٰاسُ قَدَّمَ أَهْلَ بَيْتِهِ فَوَقىٰ بِهِمْ أَصْحٰابَهُ حَرَّ السُّيُوفِ وَالْأَسِنَّةِ ، فَقُتِلَ عُبَيْدَةُ بْنُ الحٰارِثِ يَوْمَ بَدْرٍ ، وَقُتِلَ حَمْزَةُ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَقُتِلَ جَعْفَرٌ يَوْمَ مُؤْتَةَ.

قولهعليه‌السلام : «وَكٰانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاٰلِهِ إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ » أي إذا إشتدّ القتال حتّى احمرّت الأرض من الدم.

قولهعليه‌السلام : «وَأَحْجَمَ النّٰاسُ » قال الجوهري : حجمته عن الشيئ فأحجم ، أي : كففته فكفّ. وهو من النوادر ، مثل كببته فأكبّ(٢) .

والمراد إنّ الناس كفّوا عن الحرب وجنّبوا عن الإقدام.

قولهعليه‌السلام : «قَدَّمَ أَهْلَ بَيْتِهِ فَوَقىٰ بِهِمْ أَصْحٰابَهُ حَرَّ السُّيُوفِ وَالْأَسِنَّةِ » وإنّما قدّمهم ليظهر على العالم أنّهم السابقون في كلّ خير ، وقد تأدّبصلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك من الله تعالى حيث قال له أوّلاً : «وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ »(٣) حيث صعد رسول الله على الصفا وأخذ يهتف وينادي قومه وقال : يابني عبد المطلب ، با بني عبد مناف ، يا بني زهرة : إنّ الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين : «نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ »(٤) .

وقال له ثانياً : «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا »(٥) .

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ص ٣٦٨ ـ ٣٦٩ ، الكتاب : ٩.

٢ ـ الصحاح : ج ٥ ، ص ١٨٩٤ ، مادة «رجم».

٣ ـ الشعراء : ٢١٤.

٤ ـ سبأ : ٤٦.

٥ ـ طه : ١٣٢.