(وَمِنْ كِتٰابٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ)(١)
وَكٰانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاٰلِهِ إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ ، وَأَحْجَمَ النّٰاسُ قَدَّمَ أَهْلَ بَيْتِهِ فَوَقىٰ بِهِمْ أَصْحٰابَهُ حَرَّ السُّيُوفِ وَالْأَسِنَّةِ ، فَقُتِلَ عُبَيْدَةُ بْنُ الحٰارِثِ يَوْمَ بَدْرٍ ، وَقُتِلَ حَمْزَةُ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَقُتِلَ جَعْفَرٌ يَوْمَ مُؤْتَةَ. |
قولهعليهالسلام : «وَكٰانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاٰلِهِ إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ » أي إذا إشتدّ القتال حتّى احمرّت الأرض من الدم.
قولهعليهالسلام : «وَأَحْجَمَ النّٰاسُ » قال الجوهري : حجمته عن الشيئ فأحجم ، أي : كففته فكفّ. وهو من النوادر ، مثل كببته فأكبّ(٢) .
والمراد إنّ الناس كفّوا عن الحرب وجنّبوا عن الإقدام.
قولهعليهالسلام : «قَدَّمَ أَهْلَ بَيْتِهِ فَوَقىٰ بِهِمْ أَصْحٰابَهُ حَرَّ السُّيُوفِ وَالْأَسِنَّةِ » وإنّما قدّمهم ليظهر على العالم أنّهم السابقون في كلّ خير ، وقد تأدّبصلىاللهعليهوآله بذلك من الله تعالى حيث قال له أوّلاً : «وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ »(٣) حيث صعد رسول الله على الصفا وأخذ يهتف وينادي قومه وقال : يابني عبد المطلب ، با بني عبد مناف ، يا بني زهرة : إنّ الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين : «نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ »(٤) .
وقال له ثانياً : «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا »(٥) .
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ص ٣٦٨ ـ ٣٦٩ ، الكتاب : ٩.
٢ ـ الصحاح : ج ٥ ، ص ١٨٩٤ ، مادة «رجم».
٣ ـ الشعراء : ٢١٤.
٤ ـ سبأ : ٤٦.
٥ ـ طه : ١٣٢.