5%

(وَمِنْ حِكَمِهِ عَلَيْهِ السَّلٰامُ)(١)

إِنَّ وَلِىَّ مُحَمَّدٍ مَنْ أَطٰاعَ اللهَ وَإِنْ

بَعُدَتْ لُحْمَتُهُ ، وَإِنَّ عَدُوَّ مُحَمَّدٍ مَنْ

عَصَى اللهَ وَإِنْ قَرُبَتْ قَرٰابَتُهُ.

قال الجوهري : اللحمة بالضم : القرابة(٢) نبّهعليه‌السلام بقوله هذا على أنّ العبرة في الولاء والعداء لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هي إطاعة الله عزّوجلّ ومعصيته ، فمن أطاعه فهو موالي له ، ومن عصاه فهو عدوه وإن كان من لحمته وأقربائه ، ولقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم لبضعته كما جاء في الخبر : يا فاطمة بنت رسول الله! سليني بما شئت. لا اُغني عنك من الله شيئا(٣) .

وقال إبن أبي الحديد : قال رجل لجعفر بن محمّدعليهم‌السلام : أرأيت قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن فاطمة أحصنت فرجها فحرّم الله ذريتها على النّار أليس هذا أماناً لكلّ فاطمي في الدنيا؟

فقال : إنّك لأحمق ، إنّما أراد حسناً وحسيناً لأنّهما من لحمة أهل البيت ، فأمّا من عداهما من قعد به عمله لم ينهض به نسبه(٤) .

أخرجه الشيخ الصدوق عن ياسر : قال : إنّ أباالحسن الرضاعليه‌السلام قال لأخيه زيد بن موسىعليه‌السلام : يا زيد غرّك قول سفلة أهل الكوفة : إنّ

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ص ٤٨٤ ، الحكمة : ٩٦.

٢ ـ الصحاح : ج ٥ ، ص ٢٠٢٧ ، مادة «لحم».

٣ ـ صحيح مسلم : ج ١ ، ص ١٩٣ ، ح ٣٥١ ـ ٣٥٢ ، وهكذا أخرجه النسائي في سننه : ج ٦ ، ص ٢٥٠ ، باب إذا أوصى لعشيرته الأقربين.

٤) ـ شرح نهج البلاغة : لإبن أبي الحديد : ج ١٨ ، ص ٢٥٢ ، الأصل ٩٢.