5%

(وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ)(١)

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاٰلِهِ

عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ لِإِنْفٰاذِ أَمْرِهِ ،

وَإِنْهٰاءِ عُذْرِهِ ، وَتَقْدِيمِ نُذُرِهِ.

قولهعليه‌السلام : «وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِٰهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ لِإِنْفٰاذِ أَمْرِهِ » كما قال تعالى : «يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي »(٢) .

قولهعليه‌السلام : «وَإِنْهٰاءِ عُذْرِهِ » أي بلاغ عذره ، ومن هنا يخاطب الكفار بقوله تعالى : «لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ»(٣) .

قولهعليه‌السلام : «وَتَقْدِيمِ نُذُرِهِ » اُمر النبيّ بحمل الرسالة وتبليغ كلمة الله ، والدعوة إلى توحيده وعبادته ، وإصلاح البشريّة ، وإنقاذها من الظلم والكفر والفساد والخرافة ، بقوله تعالى : «قُمْ فَأَنذِرْ »(٤) . فانطلق مستجيباً لأمر الله ، يبشّر بالإسلام ، ويدعو إلى سبيل ربّه فكان أوّل من دعاه وطلب منه التصديق به زوجه خديجة بنت خويلد رضي الله عنه وإبن عمّه علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

هكذا بدأت الدعوة إلى الإسلام بدايتها الاُولى عن خفية وخوف ، واستمرّت ثلاث سنوات إلى أن قال تعالى : «فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ »(٥) . تتحدّث هذه الآية عن بدء المرحلة العلنيّة والأمر بالإنتقال إليها إنّها توضّح لنا جانباً من ظروف الدعوة إلى الإسلام والعقبات وأساليب المواجهة ، فهي تتحدّث عن تعهّد الله بنصرة نبيّه

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ص ١٠٧ ، الخطبة ٨٣.

٢ ـ الأعراف : ٧٩.

٣ ـ التوبة : ٦٦.

٤ ـ المدثر : ٢.

٥ ـ الحجر : ٩٤.