6%

قلت : وهذه الرواية هي التي عليها الأكثر ونقل الزين المراغي أن رزينا ويحيى جزما بها ، وهو كذلك في كلام رزين ، ورواها عن عبد الله بن محمد بن عقيل فقال عقب خبره المتقدم في قصة سقوط جدار الحجرة : ورأيت القبور ، فإذا قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من أمام ، وقبر أبي بكر خلفه ، وقبر عمر خلف قبر أبي بكر ، ورأس أبي بكر عند منكبي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ورأس عمر عند منكبي أبي بكر ، وأما يحيى فلم أر في كلامه الجزم بذلك ، بل رأيته حكى اختلاف الروايات كغيره ، ولفظه في حكاية هذه الرواية : حدثنا هارون بن موسى قال : سمعت أبي يذكر عن نافع بن أبي نعيم وغيره من المشايخ ممن له سنّ وثقة أن صفة قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذكر ما تقدم ، ورأيت في نسخة من كتاب يحيى تصوير القبور الشريفة على هذه الصفة ، وقال : إنها صفة القبور الشريفة فيما وصف بعض أهل الحديث عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي‌الله‌عنها ، ثم ذكر ما سيأتي في الصفة السادسة.

وروى ابن سعد في طبقاته في ذكر أبي بكررضي‌الله‌عنه من طريق الواقدي عن أبي بكر ابن عبد الله بن أبي سبرة عن عمر بن عبد الله بن عروة أنه سمع عروة والقاسم بن محمد يقولان : أوصى أبو بكر عائشة أن يدفن إلى جنب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما توفي حفر له ، وجعل رأسه عند كتفي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وألصق اللحد بقبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقبر هناك.

ثم روى من طريق الواقدي أيضا عن ربيعة بن عثمان عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال : رأس أبي بكر عند كتفي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ورأس عمر عند حقوي أبي بكر.

قلت : وفي هذه مخالفة يسيرة لما تقدم بالنسبة إلى عمررضي‌الله‌عنه .

رواية القاسم بن محمد

الثانية : روى أبو داود والحاكم من طريق القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق قال : دخلت على عائشةرضي‌الله‌عنها فقلت لها : يا أمة اكشفي لي عن قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وصاحبيه ، فكشفت لي عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطية ، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء. زاد الحاكم : فرأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مقدما ، وأبا بكر رأسه بين كتفي النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعمر رأسه عند رجلي النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم . قال ابن عساكر : وهذه صفته.