6%

وروى ابن زبالة ويحيى من طريقه عن غير واحد منهم عبد العزيز بن أبي حازم ونوفل بن عمارة قالوا : إن كانت عائشة تسمع صوت الوتد يوتد والمسمار يضرب في بعض الدور المطيفة بمسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فترسل إليهم لا يؤذوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قالوا : وما عمل على مصراعي داره إلا بالمناصع ، توقيا لذلك.

وفي الوفاء لابن الجوزي من طريق أبي محمد الدارمي بسنده عن أبي الجوزاء.

سنة أهل المدينة في أعوام الجدب

قال : قحط أهل المدينة قحطا شديدا ، فشكوا إلى عائشةرضي‌الله‌عنها فقالت : فانظروا قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فاجعلوا منه كوة إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ، ففعلوا ، فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم ، فسمي عام الفتق.

قال الزين المراغي : واعلم أن فتح الكوة عند الجدب سنة أهل المدينة حتى الآن ، يفتحون كوة في سفل قبة الحجرة : أي القبة الزرقاء المقدسة من جهة القبلة ، وإن كان السقف حائلا بين القبر الشريف وبين السماء.

قلت : وسنتهم اليوم فتح الباب المواجه للوجه الشريف من المقصورة المحيطة بالحجرة ، والاجتماع هناك ، والله أعلم.

الفصل الثاني والعشرون

فيما ذكروه من صفة الحجرة الشريفة ، والحائز المخمس الدائر عليها ، وبيان

ما شاهدناه مما يخالف ذلك

قال الأقشهري ، فيما رواه من طريق ابن شبة : قال أبو غسان ـ يعني محمد بن يحيى ـ : وأما الحظار الظاهر والبيت الذي فيه فإني اطلعت فيه من بين سقفي المسجد حتى عاينت ذلك الحظار الذي على البيت وما فيه ، وصورته وما فيه ، وذرعته على ما فيه من الذرع ، وذلك حين انكسر خشب سقف المسجد فكشف السقف من تلك الناحية لعمارته ، وأبو البحتري بن وهب بن رشد يومئذ على المدينة ، وذلك في جمادى الأولى من سنة ثلاث وتسعين ومائة.

وقال أبو زيد ـ يعني ابن شبة ـ فهذه صورته ، ثم صورها الأقشهري في كتابه المسمى «بمنسك القاصد الزائر» بهذه الصورة :