وفي مسند أبي يعلى الموصلي عن ابن عمر أن عمر كان يجمر مسجد رسول اللهصلىاللهعليهوسلم كل جمعة.
فرش المساجد
قال أصحابنا : ويستحب فرش المسجد ، وقد ترجم البخاري للصلاة على الخمرة ، وروي عن ميمونة أنها كانت تصلي عليها ، وقال ابن زيد : الخمرة هي السجادة ، وقال الطبري : هي مصلى صغير ينسج من سعف النخل ويرسل بالخيوط ، وقال البخاري في صحيحه : وصلّى أنس على فراشه ، وقال : كنا نصلي مع النبيصلىاللهعليهوسلم فيسجد أحدنا على ثوبه ، وقال يحيى : حدثنا أبو مصعب قال : حدثنا مالك عن عمه أبي إسماعيل بن مالك عن أبيه أن طنفسة لعقيل بن أبي طالب كانت تطرح يوم الجمعة إلى جدار المسجد الغربي ، فإذا غشي الطنفسة كلها ظل الجدار خرج عمر بن الخطابرضياللهعنه ، قال : ثم يرجع بعد صلاة الجمعة فقيّل قائلة الضحى ، ورواه ابن زبالة أيضا ، وروى يحيى عن عطاء بن أبي رباح أن رسول اللهصلىاللهعليهوسلم قال : تفقدوا نعالكم عند أبواب مساجدكم. وعن موسى بن يعقوب أن النبيصلىاللهعليهوسلم اتبع غبار المسجد بجريدة. ورواه ابن أبي شيبة عن يعقوب بن زيد ، ولفظه : أن النبيصلىاللهعليهوسلم كان يتبع غبار المسجد بجريدة.
وقد ذكرنا في آخر الكلام على فضل المسجد شيئا مما جاء في النهي عن قربان المسجد لمن أكل الثوم أو البصل ، وذكرنا في زيادة عمررضياللهعنه في الكلام على البطيحاء ما جاء في النهي عن رفع الصوت فيه ، وما يتعلق بإنشاد الشعر فيه ، وذكرنا في زيادة الوليد ما يتعلق بالصلاة على الجنائز فيه ، وروى ابن شبة عن شيبة بن قصاح مرسلا أن النبيصلىاللهعليهوسلم قال : إذا رأى أحدكم القملة في ثوبه وهو في المسجد فليحفر لها فليدفنها ، وليبصق عليها ، فإن ذلك كفارتها. ورواه ابن زبالة ثم روى عن محمد بن المنكدر قال : أخبرني من رأى أبا هريرة يدفن قملة في المسجد ، وروى يحيى عن يوسف بن ماهك قال : رأيت عبيد بن عمير أخذ من ثوب ابن عمر قملة فدفنها في المسجد ، وعن أبي بكر بن المنكدر قال : رأيت عمي محمد بن المنكدر يأخذ القملة وهو في المسجد فيقتلها في المسجد فيبزق عليها ، وعن جعفر بن محمد قال : لا بأس بأن يدفن القملة في المسجد.
قلت : وهذه الأشياء لا تقوم الحجة بها. وقد روى أحمد في مسنده عن أيوب قال : وجد رجل في ثوبه قملة فأخذها ليطرحها في المسجد ، فقال له رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : «لا تفعل ردّها في ثوبك حتى تخرج من المسجد» وروى ابن شبة بسند جيد عن يحيى بن أبي كثير اليماني عن الحضرمي أن النبيصلىاللهعليهوسلم قال : إذا أبصر أحدكم القملة وهو يصلي في المسجد فليصرّها في ثوبه ولا يقتلها في المسجد. وروى يحيى عن ابن عمر قال : إذا وجد أحدكم