يقف الإنسان عنده من خارج ، فيرى الحجرة الشريفة ، كذا قاله المطري ومن بعده ، وسيأتي ما يخالفه.
باب علي
الثاني : باب عليرضياللهعنه ، كان يقابل بيته الذي خلف بيت النبيصلىاللهعليهوسلم ، وقد سد أيضا عند تجديد الحائط ، وما ذكرنا من أن باب النبيصلىاللهعليهوسلم مقدم على هذا الباب للقبلة صرح به المطري ومن تبعه ، وهو الذي تقتضيه المناسبة التي ذكروها للتسمية بذلك ، لكن صرح ابن النجار بخلافه ، فقال في عدّ أبواب جهة المشرق : باب علي ، ثم باب النبيصلىاللهعليهوسلم ، ثم باب عثمان ، ثم باب مستقبل دار ريطة ، إلى آخر الترتيب الآتي ، ومأخذه في ذلك أن ابن زبالة ويحيى ذكرا ما كان مكتوبا على جدارات المسجد فقالا : وفي الزيادة الشرقية في جوف المسجد بين باب علي وباب النبيصلىاللهعليهوسلم مكتوب ، وذكرا ما كان مكتوبا.
ثم قالا : وبين باب النبيصلىاللهعليهوسلم وباب عثمان مكتوب ، وذكرا ما كان مكتوبا.
ثم ذكر أيضا في الكتابة من خارج الجدار على الأبواب نحو هذا ، وقالا أيضا : إن في القبلة من خارج المسجد في موضع الجنائز حيث يصلي على الموتى عند باب علي بن أبي طالب مكتوب بعد البسملة( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) [آل عمران : ١٩٠] الآية فاقتضى ذلك أن باب علي هو أول أبواب هذه الجهة ، وأن باب النبيصلىاللهعليهوسلم هو الثاني منها ، والذي حمل المطري ومن تبعه على مخالفة ذلك ما قدمناه عنه من رعاية تلك المناسبة ، ويحتمل : أن بيت عليرضياللهعنه كان ممتدّا في شرقي حجرة عائشةرضياللهعنها إلى موضع الباب الأول
فسمي باب علي بذلك ، ويدل له ما تقدم عن ابن شبة في الكلام على بيت فاطمةرضياللهعنها من أنه كان فيما بين دار عثمان التي في شرقي المسجد وبين الباب المواجه لدار أسماء ، ويكون تسمية الباب الثاني بباب النبيصلىاللهعليهوسلم لقربه من بابه ، والله أعلم.
باب عثمان باب جبريل
الثالث : باب عثمان ، وهو الباب الذي وضع قبالة الباب الذي كان يدخل منه النبيصلىاللهعليهوسلم ، فقد قدمنا عن ابن زبالة ويحيى أن الباب الذي كان يدخل منه النبيصلىاللهعليهوسلم هو باب آل عثمان ولذا أطلق عليه في رواية ليحيى في زيادة عثمان أنه باب النبيصلىاللهعليهوسلم . وقد ظهر درج عند باب مقصورة الحجرة الشامي في مقابلة الباب المذكور بسبب الحفر للدعامة التي هناك ، والظاهر أنه درج الباب المذكور قبل تحويله ؛ لكونه في موازاة جدار المسجد الأول كما يؤخذ مما سبق من حدوده ، وسمي بذلك لمقابلته لدار عثمان بن عفان ، وسيأتي أنها كانت من الطريق التي تسلك إلى البقيع التي عن يسار الخارج من هذا الباب إلى الطريق التي في شامي