6%

تقدم أنه بناه مع بناء المسجد ، وهو الظاهر ؛ لأنها كانت حينئذ زوجته ، غير أنه لم يبن لها فتأهب لذلك بأن بنى لها حجرتها.

وذكر الأقشهري أن ابن عبد البر روى من طريق الزبير بن بكار عن عائشةرضي‌الله‌عنها خبرا طويلا في قدومها المدينة قالت فيه : ثم إنا قدمنا المدينة ، فنزلت مع آل أبي بكر ، ونزل آل النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم عليه ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يا بني مسجده وأبياتا حول المسجد ، فأنزل فيها أهله ، فمكثنا أياما ، ثم قال أبو بكر : يا رسول الله ما يمنعك أن تبني بأهلك؟ قال : الصداق ، فأعطاه أبو بكر اثنتي عشرة أوقية ونشا(١) فبعث بها إلينا ، وبنى لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيتي هذا الذي أنا فيه ، وهو الذي توفي فيه ودفن فيه.

المشربة

قلت : ولم أر في كلام المؤرخين من تعرض للمشربة التي اعتزل فيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لما آلى من نسائه شهرا ، ومقتضى ذلك أنه لم يكن بابها من بيت واحدة منهن ليتأتى عدم الدخول عليهن ، والذي في الصحيح قول حفصة : هو ذاقي المشربة ، وفي رواية تسميتها علّبة ، وفي رواية غرفة ، وقد بوب عليه البخاري باب هجرة النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم نساءه في غير بيوتهن ، وفي رواية «هو في خزانته في المشربة» وفي رواية «فإذا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في مشربة يرقى عليها بعجلة» وفي رواية «فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قاعد على أسكفة المشربة(٢) مدل رجليه على نقير من خشب وهو جذع يرقى عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وينحدر».

وقال السهيلي : قال الحسن البصري : كنت أدخل بيوت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا غلام مراهق وأنال السقف بيدي ، وكان لكل بيت حجرة ، وكانت حجرة من أكسية من خشب عرعر.

وورد أن بابهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقرع بالأظافير : أي : لا حلق له.

وقال مالك : كان المسجد يضيق عن أهله ، وحجر أزواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ليست من المسجد ، ولكن أبوابها شارعة في المسجد.

وقال ابن سعد : أوصت سودة ببيتها لعائشةرضي‌الله‌عنها ، وباع أولياء صفية بنت حيي بيتها من معاوية بمائة ألف وثمانين ألف درهم ، واشترى معاوية من عائشة منزلها

__________________

(١) النش : نصف كل شيء. يقال : نشّ أوقية. ووزن مقداره عشرون درهما.

(٢) أسكفة المشربة : عتبة المشربة.