حرف التاء
تاراء : بالمد ، سبق في مساجد تبوك ، قال نصر : وهو موضع بالشام.
تبوك : كصبور ، موضع بين وادي القرى والشام ، على اثنتي عشرة مرحلة من المدينة ، قيل : اسم بركة هناك ، وقال أبو زياد : تبوك بين الحجر وأول الشام ، على أربع مراحل من الحجر نحو نصف طريق الشام ، وهو حصن به عين ونخل وحائط تنسب للنبيصلىاللهعليهوسلم ، ويقال : إن أصحاب الأيكة الذين بعث إليهم شعيب كانوا به ، ولم يكن شعيب منهم بل من مدين ، ومدين على بحر القلزم على نحو ست مراحل من تبوك.
وقال أهل السير : توجّه النبيصلىاللهعليهوسلم سنة تسع إلى تبوك ، وهي آخر غزواته ، لغزو من انتهى إليه أنه قد تجمع من الروم وعاملة ولخم وجذام ، فوجدهم قد تفرقوا ، فلم يلق كيدا ، ونزلوا على عين ، فأمرهمصلىاللهعليهوسلم أن لا يمس أحد من مائها ، فسبق رجلان وهي تبض بشيء من ماء ، فجعلا يدخلان فيها سهمين ليكثر ماؤها ، فقال لهم رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : ما زلتما تبوكانها منذ اليوم ، أي يحركانها بما أدخلاه ، وبذلك سميت تبوك ، وركز النبيصلىاللهعليهوسلم عنزته فيها ثلاث ركزات ، فجاءت ثلاث أعين ، فهي ترمي بالماء إلى الآن.
وحديث عين تبوك في صحيح مسلم ، وفيه أنهصلىاللهعليهوسلم «غسل وجهه ويده بشيء من مائها ثم أعاده فيها ، فجرت العين بماء كثير» الحديث ، وفي رواية ابن إسحاق «فانخرق من الماء ماله حس كحس الصواعق» ثم قال «يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانا» وأقامصلىاللهعليهوسلم بتبوك أياما حتى صالحه أهلها ، وانتدب خالد بن الوليد إلى دومة الجندل.
قال المجد : وذكرنا لتبوك ليس من شرط الكتاب لبعده من المدينة ، لكن لكثرة ذكره في الأحاديث زاع القلم بذكره.
قلت : سيأتي في السين المهملة ذكر المجد لسرع ، وأنها بوادي تبوك على ثلاث عشرة مرحلة من المدينة ، وأنها آخر عمل المدينة ، وهي بعد تبوك ، وسيأتي في مدين أنها من أعراض المدينة ، وهي في محاذاة تبوك.
وقال صاحب المسالك والممالك ، كما في خط الأقشهري : وكانت قريظة والنضير ملوكا على المدينة على الأوس والخزرج ، وكان على المدينة وتهامة في الجاهلية عامل من جهة مرزبان البادية ، يجبى إليه خراجها.
ثم قال : ومن توابع المدينة ومخاليفها وقراها تيماء ، وبها حصنها الأبلق الفرد ، ومنها دومة الجندل ، وهي من المدينة على ثلاث عشرة مرحلة ، وحصنها المارد. انتهى.
تختم : بضم النون وكسرها ، وقيل : بتاءين الثانية تكسر وتضم ، جبل بالمدينة.