12%

النهار حتى جيء بهم ، فأمر بهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : فقطّعت أيديهم وأرجلهم ، وسملت أعينهم ، ثم أمر بحبسهم حتى ماتوا(١) .

وفي حديث آخر : أمر بمسامير فأحميت ، فكحّلهم ، وقطع أيديهم وأرجلهم وما حبسهم ، وألقوا في الحرّة يستسقون فما سقوا حتى ماتوا(٢) .

وفي حديث آخر : سمل أعينهم. قال أبو قلابة : سرقوا وقتلوا ، وكفروا بعد أيمانهم ، وحاربوا الله ورسوله(٣) .

قال سعيد بن جبير في مصنف عبد الرزاق ، ومحمد بن سيرين في كتاب أبي عبيد : كان هذا قبل أن ينزل على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم في المائدة :( إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ ) [المائدة : الآية ٣٣].

وفي البخاري ومسلم : كانوا ثمانية نفر ، وسملوا أعين الرعاء. قاله أنس(٤) .

وفي مصنف عبد الرزاق : قلت لأنس : ما سمل؟ قال : تحرّ مرآة الحديد ثم تقرّب إلى عينيه حتى تذوبا(٥) .

«باب كيف يساق القاتل إلى السلطان وكيف يقرره على القتل»

في كتاب مسلم وعن سماك بن حرب أن علقمة بن وائل حدّثه أن أباه قال : إني لقاعد مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ جاء رجل يقود آخر بنسعة فقال : يا رسول الله هذا قتل أخي ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أقتلته؟» فقال : إنه إن لم يعترف أقمت عليه البينة ، قال : نعم قتلته. قال : «كيف قتلته؟» ، قال : كنت أنا وهو نختبط من شجرة فسبّني فأغضبني فضربته بالفأس على قرنه فقتلته. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هل لك من شيء تؤدّيه عن نفسك؟» ، قال : ما لي مال إلا كسائي وفأسي. قال : «أفترى قومك يشترونك؟». قال : أنا أهون على قومي من ذلك. فرمي إليه بنسعته وقال : «دونك صاحبك». فانطلق به الرجل فلما ولّيا قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن قتله فهو مثله». فبلغ الرجل ذلك فرجع فقال : يا رسول الله بلغني أنك قلت : «إن قتله فهو مثله» ، وإنما أخذته بأمرك. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما تريد أن يبوء بإثمك وإثم صاحبك؟» قال : يا نبيّ الله! لعلّه قال بلى ، قال : «فإن ذاك كذاك». قال : فرمى بنسعته ، وخلّى سبيله(٦) .

__________________

(١) رواه البخاري (٢٣٣) و (١٥٠١) ، ومسلم (١٦٧١ و ١٠ و ١٢) ، وأبو داود (٤٣٦٤) ، والترمذي (٧٢).

(٢) رواه البخاري (٦٨٠٤) من حديث أنسرضي‌الله‌عنه .

(٣) رواه البخاري (٣٠١٨) من حديث أنسرضي‌الله‌عنه .

(٤) رواه البخاري (٣٠١٨).

(٥) رواه عبد الرزاق في المصنف (١٧١٣٢) من حديث أنسرضي‌الله‌عنه موقوفا.

(٦) رواه مسلم (١٦٨٠).