12%

الميراث شيء»(١) . قال مالك : إذا قتله خطأ ورث من المال ، ولم يرث من الدية ، وإذا قتله عمدا لم يرث من المال ولا من الدية.

وأجمع العلماء على أن قاتل العمد لا يرث شيئا من مال المقتول ، ولا من ديته ، وإنما اختلفوا في قتل الخطأ كما تقدم الذكر.

«حكم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم »

في وصية مسلم شهد عليه نصراني وفي غلام قطعت

أذنه وفي إقطاع الصلح وفيمن وجد مع امرأته رجلا

في تفسير ابن سلام قال الكلبي : كان رجل مولى لبني سهم انطلق في تجارة ومعه تميم الداري ورجل آخر ، قال ـ في الدلائل للأصيلي ـ وهو ابن براء ، قال في التفسير : وهما نصرانيان فلما حضر السهمي الموت كتب وصية وجعلها في متاعه ، ثم دفعها إليهما فقال : بلّغا هذا أهلي. فانطلقا لوجههما الذي توجها إليه ، وفتشا متاع الرجل بعد موته ، فأخذا ما أعجبهما منه ، ثم رجعا بالمال إلى أهل الميت ، فلما فتش القوم المال فقدوا بعض ما خرج به صاحبهم معه ، ونظروا في الوصية فوجدوا المال تاما ، فكلّموا تميما وصاحبه فقالوا : هل باع صاحبنا شيئا؟ فقالا : لا ، فقالوا : هل مرض فطال مرضه فأنفق على نفسه؟ فقالا : لا ـ علم لنا بما كان في وصيته ، ولكنه دفع إلينا المال فبلّغناكموه. فرفعوا الأمر إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فنزلت هذه الآية :( إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ ) [المائدة : الآية ١٠٦] إلى آخرها. فحلفا عند منبر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم دبر صلاة العصر ، ثم خلّى سبيلهما ، فاطلع على إناء من فضة منقوش مموّه بذهب عند تميم ـ قال في الدلائل : وجد بمكة ، وقال غيره : بيع بألف درهم ، فأخذ تميم خمسمائة ، وعدي بن براء خمسمائة ـ فقالوا : هذا من آنية صاحبنا الذي بدا بها معه ، وقد زعمتما أنه لم يبع شيئا ولم يشتره ، فقالا : إنا كنا قد اشتريناه ونسينا أن نخبركم به ، فرفع أمرهما إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأنزل اللهعزوجل :( فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ فَيُقْسِمانِ بِاللهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما وَمَا اعْتَدَيْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ ) [المائدة : الآية ١٠٧]. فقام رجلان من أولياء الميت وهما : عبد الله بن عمرو ، والمطلب بن أبي وداعة فحلفا : أن ما في وصيته حق ، ولقد خانه تميم وصاحبه ، فأخذ تميم وصاحبه بما وجد في وصيته لما اطلع الله عليه من خيانتهما(٢) .

__________________

(١) رواه الدارقطني (٤ / ٩٦ و ٢٣٧) ، والبيهقي (٦ / ٢٢) من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدهرضي‌الله‌عنهم . وهو حديث حسن.

(٢) رواه بنحوه الترمذي (٣٠٥٩) وقال : هذا حديث غريب. وليس إسناده بصحيح. من حديث ابن عباس. وانظر ابن كثير (ج / ١ / ١١١) باب قوله تعالى :( إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ ) [المائدة : الآية ١٠٦].