12%

الأموال. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبعة أرقعة» ، وانصرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأمر بهم فأدخلوا المدينة ، وجلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وعامة أصحابه ، وأخرجوا رسلا رسلا فضربت أعناقهم. وكانوا ما بين ستمائة إلى سبعمائة ، واصطفى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لنفسه ريحانة بنت عمرو ، وأمر بالغنائم فجمعت وأخرج الخمس من المتاع والسبي ، ثم أمر بالباقي فبيع فيمن يزيد ، وقسمه بين المسلمين ، وكانت السهمان على ثلاثة آلاف واثنين وسبعين سهما للفرس سهمان ولصاحبه سهم ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يعتق منه ويهب ويخدم(١) . وكذلك قال مالك في المستخرجة : خمّس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قريظة ولم يخمّس بني النضير.

«حكم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم »

في الأمان عام الفتح

في الموطأ والبخاري ومسلم والنسائي : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر ، فلما نزعه جاءه رجل فقال : يا رسول الله ابن خطل متعلق بأستار الكعبة ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اقتلوه»(٢) . هكذا رواه مالك عن ابن شهاب ، وروى غيره وعلى رأسه عمامة سوداء(٣) . وذكر البخاري ومسلم وهو على راحلته وخلفه أسامة بن زيد.

وفي كتاب الأموال لأبي عبيد : فنادى أن لا يجهزنّ على جريح ولا يتّبعن مدبر ، ولا يقتلن أسير ، ومن أغلق بابه فهو آمن(٤) .

وفي كتاب النسائي وغيره أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من دخل الكعبة فهو آمن ، ومن أغلق بيته فهو آمن ، ومن ألقى السلاح فهو آمن ، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن» ، وأمّن جميع الناس إلا أربعة رجال وامرأتين(٥) . وذكر ابن حبيب : ستة رجال وأربع نسوة فقال : «اقتلوهم وإن تعلّقوا بأستار الكعبة». وهم على ما ذكره النسائي وغيره : عبد الله بن خطل ، وعكرمة بن أبي جهل ، ومقيس بن صبابة ، وعبد الله بن سعد بن سرح ، فأما عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار بن ياسر فسبق سعيد عمارا وكان أشبّ الرجلين

__________________

(١) رواه ابن سعد في طبقاته (٢ / ٥٧) ، وابن جرير الطبري في التاريخ (٢ / ٥٨١) ، والمغازي للواقدي (٤٩٦) ، وفي سيرة ابن هشام (٢ / ١٩٤ و ٢٠٣) باب نزول بني قريظة على حكم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ويحكم سعد.

(٢) رواه البخاري (٣٠٤٤) ، ومالك في الموطأ (١ / ٤٢٣) ، ومسلم (١٣٥٧) من حديث أنسرضي‌الله‌عنه .

(٣) رواه مسلم (١٣٥٨) ، وأبو داود (٤٠٧٦) ، والترمذي (١٧٣٥) ، وابن حبان (٣٧٢٠) من حديث جابررضي‌الله‌عنه .

(٤) رواه البزار (١٨٤٩) ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٦ / ٢٤٣) ، وقال : رواه البزار والطبراني في الأوسط. وفيه كوثر بن حكيم ضعيف متروك.

(٥) رواه مسلم (١٧٨٠) ، وأبو داود (٣٠٢٤) من حديث أبي هريرةرضي‌الله‌عنه .