37%

من القوم : لا أراك تقول لرسول الله ما تقول إلا انتقمت منك. قال : «دعه فإنه طالب حق» ، ثم قال للرجل : «انطلق إلى فلان فليبعنا طعاما إلى أن يأتينا شيء» ، فأبى اليهودي ، فقال : لا أبيعه إلا بالرهن ، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اذهب إليه بدرعي أما والله إني لأمين في السماء وأمين في الأرض»(١) . وفي غير البخاري : إنما أخذ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم الشعير لضيف طرقه ثم فداها أبو بكررضي‌الله‌عنه .

«حكم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم »

بالجمع بين الأم وولدها

وحكمه في بيع وشرط واستيجار دليل مشترك

في الحديث الثابت أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا توله(٢) والدة عن ولدها»(٣) . ويروى عنهعليه‌السلام أنه قال : «من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة»(٤) . وفي المدونة عن جعفر بن محمد عن أبيه : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا قدم عليه السبي صفّهم وقام ينظر إليهم ، فإذا رأى امرأة تبكي قال لها : «ما يبكيك؟» فتقول : بيع ابني ، بيعت ابنتي. فيأمرهم فيرد إليها(٥) .

وعن جعفر بن محمد عن أبيه : أن أبا أسيد الأنصاري قدم بسبي من البحرين على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقام ينظر إليهم وقد صفّهم فإذا امرأة تبكي فقال : «ما يبكيك؟» فقالت : بيع ابني في بني عبس. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبي أسيد : «لتركبن فتلحق به» ، فركب أبو أسيد فجاء به(٦) .

وعن يونس بن عبد الرحمن : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث علي بن أبي طالب على سرية فأصابوا شيئا فأصابتهم حاجة ومخمصة فأبتاع أباعير بوصيفة ولها أم ، فلما قدم على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبره فقال له : «أفرّقت بينها وبين أمها يا علي؟» فاعتذر فلم يزل يردد عليه حتى قال : أنا أرجع فأستردها بما عزّ وهان قبل أن يمس رأسي ماء(٧) .

__________________

(١) رواه البيهقي في السنن (٨ / ٥) من حديث أبي بكر رضي‌الله‌عنه. وإسناده ضعيف ورواه ابن عدي في الكامل (٦ / ٤١٨) من حديث أنس رضي‌الله‌عنه. وفي إسناده ميسر بن عبيد قال الدارقطني متروك وضعفه ابن معين وغيره.

(٢) الوله : الحزن.

(٣) رواه البيهقي في السنن (٨ / ٤) وفي نصب الراية للزيلعي (٣ / ٢٦٦ و ٢٦٩) وابن عدي في الكامل (٦ / ٤١٨) وفي إسناده ميسر بن عبيد القرشي متروك.

(٤) رواه الترمذي (١٢٨٣) من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي‌الله‌عنه. وإسناده حسن. وقال الترمذي :

هذا حديث حسن غريب.

(٥) رواه ابن أبي شيبة في المصنف (٧ / ١٩٤). وهو حديث مرسل.

(٦) رواه الحاكم في المستدرك (٣ / ٥١٦) وسكت عليه وقال الذهبي في التلخيص : مرسل.

(٧) يونس بن عبد الرحمن لم نجد له ترجمة فهو مجهول. وليس هو ممن روى عن علي رضي‌الله‌عنه.