2%

حرف الحاء المهملة

القسم الأول

[باب الحاء بعدها الألف]

١٣٥٨ ـ حابس بن دغنة الكلبيّ (١) . له خبر في أعلام النّبوّة ، وله صحبة ، كذا أورده أبو عمر مختصرا.

والخبر المذكور ذكره هشام بن الكلبيّ من حديث عديّ بن حاتم ، قال : كان لي عسيف من كلب يقال له حابس بن دغنّة ، فبينا أنا ذات يوم بفنائي إذا أنا به مرّوع الفؤاد ، فقال : دونك إبلك. فقلت : ما هاجك؟ قال : بينا أنا بالوادي إذا بشيخ من شعب جبل تجاهي كأنّ رأسه رخمة. فانحدر عما نزل عنه العقاب وهو مترسل غير منزعج حتى استقرت قدماه في الحضيض وأنا أعظم ما أرى ، فقال :

يا حابس بن دغنة يا حابس

لا تعرضن بقلبك الوساوس

هذا سنا النّور بكفّ القابس

فاجنح إلى الحقّ ولا تدالس

[الرجز]

قال : ثم غاب ، فروّحت إبلي وسرحتها إلى غير ذلك الوادي ، ثم اضطجعت فإذا راكب قد ركضني ، فاستيقظت فإذا هو صاحبي وهو يقول :

يا حابس اسمع ما أقول ترشد

ليس ضلول حائر كمهتدي

لا تتركن نهج الطّريق الأقصد

قد نسخ الدّين بدين أحمد

[الرجز]

قال : فأغمي والله عليّ ثم أفقت بعد زمن ، فذكر بقية القصّة.

وفي آخرها : قال حابس : يا عديّ ، قد امتحن الله قلبي للإسلام ، ففارقني ، فكان آخر عهدي.

__________________

(١) أسد الغابة ت [٨٣٤] ، الاستيعاب ت [٣٨٨].