2%

بأبي وأمي ، إني ليسوؤني(١) الّذي أرى بوجهك ، فما هو؟ قال : «الجوع». فخرج الرجل يعدو ، فالتمس في بيته طعاما فلم يجد ، فخرج إلى بني قريظة فآجر نفسه كل دلو ينزعه بتمرة حتى جمع حفنة من تمر ، وجاء إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم فوضعه بين يديه ، وقال : كل. فقال : «من أين لك هذا؟» فأخبره ، فقال : «إنّي لأظنّك محبّا لله(٢) ورسوله». قال : أجل ، لأنت أحبّ إليّ من نفسي وولدي ومالي. قال : «إما لا فاصطبر للفاقة ، وأعدّ للبلاء تجفافا(٣) ، والّذي بعثني بالحقّ لهما أسرع إلى من يحبني من هبوط الماء من رأس الجبل إلى أسفله».

قلت : [٤٧٥] في سنده من لا يعرف.

٦٠٩٨ ـ عنيز : بالتصغير وآخره زاي(٤) . تقدم في عس(٥) .

العين بعدها الواو

٦٠٩٩ ـ العوام بن جهيل (٦) : بجيم مصغرا ، الهمدانيّ ، ثم المسلمي ، سادن يغوث(٧) .

ذكره أبو أحمد العسكريّ عن ابن دريد في «الأخبار المنثورة» ، من طريق هشام بن الكلبي ، قال : كان العوّام يحدّث بعد إسلامه ، قال : كنت أسمر مع جماعة من قومي.

فإذا أوى أصحابي إلى رحالهم بتّ أنا في بيت الصنم ، فقمت في ليلة ذات ريح وبرق ورعد ، فلما انهار الليل سمعت هاتفا من الصنم يقول ـ ولم أكن سمعت منه كلاما قبل ذلك : يا ابن جهيل ، حلّ بالأصنام الويل ، هذا نور سطع من الأرض الحرام ، فودّع يغوث بالسلام. قال : فألقى الله في قلبي البراءة من الأصنام ، فكتمت(٨) قومي ما سمعت ، فإذا هاتف يقول :

هل تسمعنّ القول يا عوّام

أم قد صممت عن مدى الكلام

قد كشفت دياجر الظّلام

وأصفق النّاس على الإسلام

[الرجز]

__________________

(١) في أ : يسوءني.

(٢) في أ : تحب الله.

(٣) في أ : كفافا. التّجفاف : ما يجلل به الفرس من سلاح وآلة تقية الجراح. النهاية ١ / ١٨٢.

(٤) أسد الغابة ت (٤١١٤).

(٥) في أ : عبس.

(٦) أسد الغابة ت (٤١١٥).

(٧) يغوث : آخره ثاء مثلّثة : اسم صنم ، كان لمذحج باليمن ثم أقروه بنجران. انظر : مراصد الاطلاع ٣ / ١٤٨٠.

(٨) في أ : فكلمت.