شريف في قومك ، وفي بيت النّبوّة ، فما تدعو إليه؟ فعرض عليه أمور الإسلام ، وعرّفه ما يأمر به وينهى عنه ، فقال : ما أمرت إلّا بحسن ، وما نهيت إلا عن قبيح ، فأخبرني عن كحل ما هي؟ قال : «السّماء». قال : فأخبرني عن محل ما هي؟ قال : «الأرض» ، قال : فلمن هما؟ قال : «لله». قال : ففي أيهما هو؟ قال : «هو فيهما ، وله الأمر من قبل ومن بعد» قال : أنت صادق ، وأشهد أنك رسول الله ، فكان النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم يسميه حبر بني سليم ، وكان إذا افتقده يقول : يا بني سليم ، أين حبركم؟»
فقال قيس بن نشبة :
تابعت دين محمّد ورضيته | كلّ الرّضا لأمانتي ولديني | |
ذاك امرؤ نازعته قول العدوّ | عقدت فيه يمينه بيميني | |
قد كنت آمله وانظر دهره | فالله قدّر أنّه يهديني | |
أعني ابن آمنة الأمين ومن به | أرجو السّلامة من عذاب الهون |
[الكامل]
قال صاعد : لا يعرف أهل اللغة كحل في أسماء السماء إلا من هذا الحديث. قلت : يجوز أن تكون غير عربية ، فلذلك لم يذكرها أهل اللغة ، وعرفها النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم بالوحي ، وقيس بن نشبة بما قرأه في الكتب ، وقال ابن سيده : حكى أبو عبيدة أن الكحل السنة الشديدة.
٧٢٥٨ ـ قيس بن النعمان السكونيّ (١): ويقال العبسيّ.
قال ابن أبي حاتم ، عن أبيه : له صحبة ، وحديثه في الكوفيين ، رواه إياد بن لقيط ، عنه ، قال : لما انطلق رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وأبو بكر إلى الغار يريدان الهجرة مرّا بعبد يرعى غنما ، فاستسقياه لبنا ، فقال : ما عندي شاة تحلب ، فأخذ شاة فمسح ضرعها ، واحتلب أبو بكر فشربا ، فقال له العبد : من أنت؟ قال : «أنا رسول الله» ، فأسلم.
وأخرجه الطّبراني وسنده صحيح ، وسياقه أتم وقد أخرج البخاري والحاكم في «المستدرك» ، من طريق عبيد الله بن إياد بن لقيط ، عن أبيه ، قال : حدثنا قيس بن النعمان وكان قد قرأ القرآن على عهد عمر ، قال أتيت النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم فأهديت إليه فأبى ذلك ، فقلت : إنا قوم يشقّ علينا أن تردّ الهدية.
__________________
(١) أسد الغابة ت (٤٤٠٨) ، الاستيعاب ت (٢١٨٠) ، الثقات ٣ / ٣٤٣ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٥ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٠٤ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٣٠ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٠٤ ، تهذيب الكمال ٢ / ١١٣٨ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٣٥٨ ، الطبقات ٦٦.