2%

قال ابن دريد : هذا أصل الجائرة ، وقال ابن قتيبة استعمل عبد الله بن عامر قطنا هذا على فارس ، فمرّ به الأحنف بن قيس غازيا في جيش ، فوقف بهم على قنطرة ، فصار يعطي الرجل على قدره ، فلما كثروا قال : أجيزوهم ، فكان أول من سنّ الجوائز.

قلت : حاصل ما قالاه أنّ الجائزة مشتقة من الجواز ، ويعكر على الأولية المذكورة ما ثبت في الحديث الصحيح في الضيف جائزته يوم وليلة ، وقد أشبعت القول في ذلك في كتاب «الأوائل» «وفتح الباري».

القاف بعدها اللام

٧٣٠٤ ـ القلاخ العنبري : الشاعر المعمر.

ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال : مخضرم نزل البصرة ، قال : وأظن القلاخ لقبا له ، وله مع معاوية خبر يذكر فيه أنه ولد قبل مولد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنه رأى أمية بن عبد شمس بعد ما ذهب بصره يقوده عبد له من أهل صفّورية يقال له ذكوان ، فقال له معاوية : ذاك ابنه أبو معيط ، فقال : هذا شيء قلتموه أنتم ، وأنشد القلاخ في ذلك :

يسائلني معاوية بن هند

لقيت أبا سلالة عبد شمس

فقلت له : رأيت أباك شيخا

كبير السّنّ مضروبا بطمس

يقود به أفيحج عبد سوء

فقال : بل ابنه ليزيل لبسي

[الوافر]

قال المرزبانيّ : وعاش القلاخ حتى تزوّج يحيى بن أبي حفصة مولى عثمان [٥٨٩] بنت مقاتل بن طلبة بن قيس بن عاصم ، فهجا آل قيس بن عاصم بسبب ذلك.

وحكى دعبل بن علي الخزاعي في أخبار شعراء البصرة ، قال : وهرب للقلاخ العنبري عبد يقال له مقسم ، فتبعه يسأل عنه فنزل بقوم فسألوه عن اسمه فقال :

أنا القلاخ جئت أبغي مقسما

أقسمت لا أسأم حتّى يسأما

[الرجز]

وضبطه أبو بشر الآمدي بضم القاف وتخفيف اللام وآخره معجمة ، وكذا قال ابن ماكولا وفرّق بينه وبين القلاخ بن حزن السّعديّ ، يكنى أبا خراش ، فقال في الأول : ذكره دعبل ، وفي الثاني شاعر مشهور في دولة بني أمية انتهى.

وما أبعد أن يكونا واحدا ، وذكرهم الآمدي ثلاثة ، الثالث القلاخ المنقري.