قال ابن دريد : هذا أصل الجائرة ، وقال ابن قتيبة استعمل عبد الله بن عامر قطنا هذا على فارس ، فمرّ به الأحنف بن قيس غازيا في جيش ، فوقف بهم على قنطرة ، فصار يعطي الرجل على قدره ، فلما كثروا قال : أجيزوهم ، فكان أول من سنّ الجوائز.
قلت : حاصل ما قالاه أنّ الجائزة مشتقة من الجواز ، ويعكر على الأولية المذكورة ما ثبت في الحديث الصحيح في الضيف جائزته يوم وليلة ، وقد أشبعت القول في ذلك في كتاب «الأوائل» «وفتح الباري».
القاف بعدها اللام
٧٣٠٤ ـ القلاخ العنبري : الشاعر المعمر.
ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال : مخضرم نزل البصرة ، قال : وأظن القلاخ لقبا له ، وله مع معاوية خبر يذكر فيه أنه ولد قبل مولد النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنه رأى أمية بن عبد شمس بعد ما ذهب بصره يقوده عبد له من أهل صفّورية يقال له ذكوان ، فقال له معاوية : ذاك ابنه أبو معيط ، فقال : هذا شيء قلتموه أنتم ، وأنشد القلاخ في ذلك :
يسائلني معاوية بن هند | لقيت أبا سلالة عبد شمس | |
فقلت له : رأيت أباك شيخا | كبير السّنّ مضروبا بطمس | |
يقود به أفيحج عبد سوء | فقال : بل ابنه ليزيل لبسي |
[الوافر]
قال المرزبانيّ : وعاش القلاخ حتى تزوّج يحيى بن أبي حفصة مولى عثمان [٥٨٩] بنت مقاتل بن طلبة بن قيس بن عاصم ، فهجا آل قيس بن عاصم بسبب ذلك.
وحكى دعبل بن علي الخزاعي في أخبار شعراء البصرة ، قال : وهرب للقلاخ العنبري عبد يقال له مقسم ، فتبعه يسأل عنه فنزل بقوم فسألوه عن اسمه فقال :
أنا القلاخ جئت أبغي مقسما | أقسمت لا أسأم حتّى يسأما |
[الرجز]
وضبطه أبو بشر الآمدي بضم القاف وتخفيف اللام وآخره معجمة ، وكذا قال ابن ماكولا وفرّق بينه وبين القلاخ بن حزن السّعديّ ، يكنى أبا خراش ، فقال في الأول : ذكره دعبل ، وفي الثاني شاعر مشهور في دولة بني أمية انتهى.
وما أبعد أن يكونا واحدا ، وذكرهم الآمدي ثلاثة ، الثالث القلاخ المنقري.