2%

من طريق علقمة بن حر السّلمي ، قال : جئت إلى معاوية ، فوجدت عنده ابن وثيمة النضري ، وابن عارض الجشمي ، فذكر قصة فيها : فقال ابن عارض : كنت مع أبي قبل أن يموت ، فوجدت في الطريق خشفا فصدته لابنة لأبي كان يحبّها ، فخرجت محتضنة حتى وقفنا على دريد بن الصمة (١)، وقد فند (٢)عقله وهو عريان يكوّم بين رجليه البطحاء ، فرفع رأسه فرأى الخشف ، فقال :

كأنّها رأس حصن

في يوم غيم ودجن

كالخشف هذا المحتضن

أحسن من شيء حسن (٣)

[الرجز]

ثم قام فسقط ، فقال :

لا نهض في مثل زماني الأوّل

محدّب السّاق شديد الأسفل

يا أولي يا أولي يا أولي

[الرجز]

قلت : ودريد قتل يوم حنين ، وقيل : بل قتل من قبل ذلك ، فمقتضاه أن يكون عارض وولده من أهل هذا القسم.

٦٢٩٤ ز ـ عاصم بن حميد (٤)السّكوني : الحمصي.

أدرك الجاهليّة ، ووفد في خلافة أبي بكر ، وصحب معاذ بن جبل ، قاله ابن سعد والدّارقطنيّ. وأما البزّار فقال : لا أدري أسمع منه؟

__________________

(١) في أ : القمة.

(٢) في أ : بعد.

(٣) البيتان لدريد كما في ديوانه ص ١٦٦ وبعده :

يا ليتني عهد زمن

أنفض رأسي وذقن

كأنّني فحل حصن

أرسل في حبل عنن

وانظر الأغاني ١٠ / ٢٨ ، وشعراء النصرانية ٧٧١. وقوله حضن : جبل لبني جشم بنجد ، وفيه المثل المشهور : من زاي حضنا فقد أنجد ، انظر الجبال والأمكنة ٤١ ، وبلاد العرب ١١ ، دجن : جمع دجنة وهي الظلمة.

(٤) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٤٣ ، والتاريخ الكبير ٦ / ٤٨١ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٢٩ ، الجرح والتعديل ٦ / ٣٤٢ ، والثقات لابن حبان ٥ / ٢٣٥ ، وتاريخ دمشق ٢٦ ـ ٣٠ ، وتهذيب الكمال ١٣ / ٤٨١ ، ٤٨٢ ، والكاشف ٢ / ٤٤ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٥٦٦ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٤٠ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٨٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٥٤ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٩٥.