قلت : بل عن غلط محض ، وإنما هو أبو فروة ، وكأن بعض رواته لما رأى عن أبي فروة ظئر النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ظنه خطأ ، والصواب أم فروة ، فرواه على ما ظن ، فأخطأ هو ، واسم الظئر لا يختص بالمرأة المرضعة ، بل يطلق على زوجها أيضا.
وقد أخرجه أصحاب السّنن الثلاثة من طرق ، عن أبي إسحاق ، عن فروة بن نوفل ، عن أبيه ، ومنهم من لم يقل عن أبيه ، ومنهم من قال : عن أبي إسحاق ، عن أبي فروة.
والصواب عن فروة عن أبيه ، وهكذا أخرجه أبو داود ، والنسائي ، من رواية زهير بن معاوية ، والترمذي ، والنسائي أيضا من رواية إسرائيل ، كلاهما عن أبي إسحاق مجودا ، وفيه على أبي إسحاق اختلاف. وهذا هو المعتمد.
حرف القاف
القسم الأول
١٢٢٠٨ ـ أم القاسم بنت ذي الجناحين : جعفر بن أبي طالب الهاشمية.
ذكرها البغويّ بسنده إلى أم النعمان بنت مجمّع بن يزيد الأنصارية ، قالت : أخبرني مجمع بن يزيد ، قال : لما تأيّمت أم القاسم بنت ذي الجناحين من حمزة دعت أبا بكر بن عبد الرحمن ، والقاسم بن محمد ، وعبد الرحمن ومجمع ابني يزيد ـ رجلين من قريش ، ورجلين من الأنصار ، فقالت لهم : إني قد تأيمت كما ترون ، وإني مشفقة من الأولياء أن ينكحوني من لا أريد نكاحه ، إني أشهدكم أني من أنكحت من الناس بغير إذني فإنّي عليه حرام ، ولست له بامرأة.
فقال لها عبد الرّحمن ومجمع : لو فعلوا ذلك لم يجر عليك ، قد كانت الخنساء بنت خدام أنكحها أبوها ولم تأذن ، فجاءت إلى رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، فردّ نكاح أبيها ، وكانت ثيبا فيما بلغنا.
قلت : هكذا وجدته في ترجمة مجمع بن يزيد من معجم البغويّ ، ولم ينسب حمزة ، وأنا أخشى أن فاطمة بنت القاسم بن محمد بن جعفر كانت تكنى أم القاسم ، وإنما نسبت في هذا الخبر إلى جدها الأعلى جعفر بن أبي طالب ، ومستند هذا الظن أن الزبير بن بكار ـ وهو المقدم في معرفة أنساب قريش ـ لم يذكر في أولاد جعفر بن أبي طالب بنتا يقال لها أم القاسم ، وذكر في أولاد عبد الله بن جعفر فاطمة بنت القاسم بن محمد بن جعفر ، وأنها كانت تحت حمزة بن عبد الله بن جعفر ، وكان معاوية خطب أم كلثوم هذه لابنه يزيد ، فجعلت أمرها للحسين بن علي ، فزوجها من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر ، فولدت