5%

٥٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن زرارة ، عن أحدهماعليهما‌السلام قال إن الله عز وجل خلق الأرض ثم أرسل عليها الماء المالح أربعين صباحا والماء العذب أربعين صباحا حتى إذا التقت واختلطت أخذ بيده قبضة فعركها عركا شديدا جميعا ثم فرقها فرقتين فخرج من كل واحدة منهما عنق مثل عنق الذر فأخذ عنق إلى الجنة وعنق إلى النار.

( حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان )

٥٧ ـ بعض أصحابنا ، عن علي بن العباس ، عن الحسن بن عبد الرحمن ، عن

الحديث السادس والخمسون : حسن.

قوله عليه‌السلام : « أخذ بيده » أي بيد من أمره من الملائكة أو بقدرته.

قوله عليه‌السلام : « جميعا » أي الطينتين معا من غير أن يفرقهما قبل العرك ، والعرك : الدلك.

قوله عليه‌السلام : « ثم فرقها فرقتين » قال الفاضل الأسترآبادي(١) : يعني أمر الله تعالى الحصة التي كانت مبلولة بالماء العذب أن تفارق الحصة التي كانت مبلولة بالماء المالح ، وأن يصير كل واحدة منهما قطعا صغارا في هيئة الذر ، ليكون كل قطعة بدنا لروح مخصوصة من الأرواح التي قالوا يوم الميثاق بلى في جواب قوله تعالى : «أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ » ويكون القطع الحاصلة من الحصة المبلولة بالماء العذب أبدانا لأرواح ثبتت طاعتهم في ذلك اليوم ، والقطع الحاصلة من الحصة المبلولة بالماء المالح أبدانا لأرواح ثبتت معصيتهم في ذلك اليوم ، ويفهم من أحاديثهمعليهم‌السلام أن جعله تعالى الأبدان في هيئة الذر وقع مرتين مرة قبل خلق آدمعليه‌السلام ، ومرة بعد خلقه انتهى.

أقول : أشبعنا الكلام في أمثال تلك الأخبار في كتاب الكفر والإيمان(٢) .

الحديث السابع والخمسون : مجهول.

__________________

(١) آيات الأحكام مخطوط ـ طبع الجزء الأوّل منه بطهران ـ للمولى محمّد بن عليّ بن إبراهيم الأسترآبادي المتوفّى ١٠٢٨ بمكّة المكرّمة. مصنّفاته من مصادر كتاب بحار الأنوار وهو من مشايخ الإجازة للمولى محمّد تقيّ المجلسيّ والد المصنّفقدس‌سرهما لاحظ بحار الأنوار ج ١ ص ٤١ وج ١١٠ ص ٣٦.

(٢) لاحظ : ج ٧ ص ١ ـ ٣١.