وأعيُناً لاحظة ، وربّما ضَمَّنها من ودائع القلوب ما لا تبوح به الألسن عند المشاهدة)(٣) .
ومن كلام أبي حفص بن برد الأندلسي : (ما أعجب شأن القلم! يشرب ظلمة ويلفظ نوراً ، قَدْ يكون قلم الكاتب أمضى من شباة المحارب ، القلم سهم ينقذ المقاتل ، وشفرة تطيح بها المفاصل)(٤) .
فائدة جليلة
سورة القلم إحدى سور العزائم الأربع التي يجب السجود على من قرأ إحدى أياتها الأربع ، والغسل لقراءتها على المجنب إن وجبت عليه ، والثلاث الأُخريات هي : سورة (ألم السجدة) وسورة (حم السجدة) وسورة (النجم).
ومن العجب سهو جملة من المتقدِّمين منهم الصدوقرحمهالله في المقنع والفقيه(٥) ، وجرى عليه جملة من تأخّر عنه من عدّ سورة (لقمان) عوض (ألم السجدة) مع أنّ سورة (لقمان) ليس فيها سجدة ، وإنّما السجدة في السورة التي تليها وهي (ألم السجدة).
__________________
(١) باقل الإيادي : جاهلي يضرب بعيِّهِ المثل ، قيل اشترى ظبياً بأحد عشر درهماً فمرّ بقوم فسألوه : بكم اشتريته؟ فمدّ لسانه ومدّ يديه (يريد أحد عشر) فشرد الظبي وكان تحت إبطه. (ينظر : الأعلام ٢ / ٤٢).
(٢) سحبان بن زفر بن إياس الوائلي ، من باهلة ، خطيب يُضرب به المثل في البيان ، اشتهر في الجاهلية وعاش زمناً في الإسلام ، وكان إذا خطب يسي عرقاً ولا يعيد كلمته ولا يقعد حَتَّى يفرغ ، أسلم في زمن النبيصلىاللهعليهوآله ولم يجتمع به ، واقام في دمشق أيام معاوية وله شعر قليل. (الأعلام ٣ / ٧٩).
(٣) ينظر : جواهر الأدب ٢ / ٣٢٤.
(٤) ينظر : جواهر الأدب ٢ : ٣٢٤.
(٥) المقنع : ٤٠ ، من لا يحضره الفقيه ١ : ٨٦.