5%

وأعيُناً لاحظة ، وربّما ضَمَّنها من ودائع القلوب ما لا تبوح به الألسن عند المشاهدة)(٣) .

ومن كلام أبي حفص بن برد الأندلسي : (ما أعجب شأن القلم! يشرب ظلمة ويلفظ نوراً ، قَدْ يكون قلم الكاتب أمضى من شباة المحارب ، القلم سهم ينقذ المقاتل ، وشفرة تطيح بها المفاصل)(٤) .

فائدة جليلة

سورة القلم إحدى سور العزائم الأربع التي يجب السجود على من قرأ إحدى أياتها الأربع ، والغسل لقراءتها على المجنب إن وجبت عليه ، والثلاث الأُخريات هي : سورة (ألم السجدة) وسورة (حم السجدة) وسورة (النجم).

ومن العجب سهو جملة من المتقدِّمين منهم الصدوقرحمه‌الله في المقنع والفقيه(٥) ، وجرى عليه جملة من تأخّر عنه من عدّ سورة (لقمان) عوض (ألم السجدة) مع أنّ سورة (لقمان) ليس فيها سجدة ، وإنّما السجدة في السورة التي تليها وهي (ألم السجدة).

__________________

(١) باقل الإيادي : جاهلي يضرب بعيِّهِ المثل ، قيل اشترى ظبياً بأحد عشر درهماً فمرّ بقوم فسألوه : بكم اشتريته؟ فمدّ لسانه ومدّ يديه (يريد أحد عشر) فشرد الظبي وكان تحت إبطه. (ينظر : الأعلام ٢ / ٤٢).

(٢) سحبان بن زفر بن إياس الوائلي ، من باهلة ، خطيب يُضرب به المثل في البيان ، اشتهر في الجاهلية وعاش زمناً في الإسلام ، وكان إذا خطب يسي عرقاً ولا يعيد كلمته ولا يقعد حَتَّى يفرغ ، أسلم في زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يجتمع به ، واقام في دمشق أيام معاوية وله شعر قليل. (الأعلام ٣ / ٧٩).

(٣) ينظر : جواهر الأدب ٢ / ٣٢٤.

(٤) ينظر : جواهر الأدب ٢ : ٣٢٤.

(٥) المقنع : ٤٠ ، من لا يحضره الفقيه ١ : ٨٦.