وفي بعض المواضع : (أنه لما خرج من عنده أمير المؤمنينعليهالسلام ، دخل عليه الشعبي الملعون ـ الَّذي هو رابع أربعة لم يؤمنوا بعلي ـ فسأله عن حاله فشرح له حديث أمير المؤمنين وما قال له ، فقال الشعبي : أما إنَّ حبَّه لا ينفعك ، وبغضَهُ لا يضرك)(١) .
حضور عليعليهالسلام عند المحتضر
(هداية) : المنقول عن السيِّد المرتضىرحمهالله : (أنه أنكر حضور أمير المؤمنينعليهالسلام حين سؤال النكيرين ؛ نظراً منهرحمهالله إلى القواعد الكلاميّة ، أوجبت له الشبهة في ذلك ، فاعترض بأنه إذا مات ألف مؤمن في لحظة واحدة فكيف السبيل؟
وقال : معنى أن المحتضر يري عليعليهالسلام أنه يعلم صحَّة ولايته ، ويتحقق وجوب إمامته علماً ضرورياً ، والرؤيا هنا بمعنى العلم ، كقوله : ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ ﴾(٢) ، أي : ألم تعلم ، انتهى ما نقل منه)(٣) .
__________________
(١) في كتاب اختیار معرفة الرجال ج ١ ص ٢۹۹ ح ١٤٢ في ترجمة الحارث الأعور ما نصّه : عن أبي عمر البزاز ، قال : سمعت الشعبي ، وهو يقول ـ وكان إذا غدا إلى القضاء جلس في مكاني فإذا رجع جلس في مكاني ـ فقال لي ذات يوم : يا أبا عمر إن لك عندي حديثاً أحدثك به؟ قال قلت له : يا أبا عمرو ما زال لي ضالة عندك ، قال ، قال لي : لا أمّ لك فأيّ ضالة تقع لك عندي ، قال ، فأبى أن يحدثني يومئذ. قال : ثُمَّ سالته بعد ، فقلت : يا أبا عمرو حدّثني بالحديث الَّذي قلت لي؟ قال : سمعت الحارث الأمور وهو يقول : أتيت أمير المؤمنين علياًعليهالسلام ذات ليلة ، فقال : يا أعور ما جاءك؟ قال : فقلت يا أمير المؤمنين جاء بي والله حبك ، قال ،فقال : أما إني سأحدثك لشكرها ، أما إنه لا يموت عبد يحبني فتخرج نفسه حَتَّى يراني حيث يحب ، ولا يموت عبد يبغضني فتخرج نفسه حَتَّى يراني حيث يكره ، قال ، ثُمَّ قال لي الشعبي بعد : أما إن حبه لا ينفعك وبغضه لا يضرك».
(٢) سورة الفجر : آية ٦.
(٣) رسائل المرتضی ١ : ٢۸۰ ، ٣ : ١٣٣ ، تنزيه الأنبياء : ١٧٧.